للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(المادي) من يرحم ضعفك ويناصر قضيتك.

وأما التأييد فيظن البعض أن حصولنا على المعونات من الدول التي تسمى بالغنية والقوية دليل على نجاح الزيارة الرسمية، وهذا من الأخطاء العظيمة، فالمعونات الخارجية التي تقدمها هذه الدول الغنية والقوية هي من أخبث وسائل الاستعمار الحديث، وقد ذكرنا مراراً أن السياسة العالمية الحالية سياسة مجردة عن الأخلاق ولذلك (فالمعونة) التي تأتي من الخارج ظاهرها المعونة وباطنها أبشع أنواع الاستغلال والاستعمار وما هي في الحقيقة إلا (صفقة سياسية) تفرضها دولة غنية على دولة فقيرة، فهذه المعونات تكون دائماً مشروطة بشروط سياسية واقتصادية بل وأيضاً بشروط اجتماعية وقانونية تجعل منها تماماً (طعماً) أو (شركاً) يقع فيه المغفلون يقول (جورج وورز) المدير السابق للبنك الدولي في "المعونات الاقتصادية": إذا استمر الحال على هذا المنوال تكون كمية رؤوس الأموال الخارجة من الدول النامية أكثر من المبالغ التي دخلتها في فترة خمسة عشر عاماً وذلك بسبب الفوائد المرتفعة. هذا إذا قارنا فقط حجم المعونة بحجم الفوائد وأما إذا علمنا أنه يستتبع المعونة غالباً آلاف من الخبراء لتنفيذ المعونة أو للتدريب على استعمالها إن كانت سلاحاً ونحوه وأن هؤلاء الخبراء يتقاضون مبالغ باهظة وأنهم يحملون معهم الجواسيس ومكاتب كاملة لجمع المعلومات، ونشر الأفكار وتجنيد العملاء علمنا بعض الشر الذي تجره المعونات الخارجية.

وقد يكون من شروط المعونة التغاضي عن بعض العملاء الذين يعملون للدولة صاحبة المعونة، ورفع بعضهم إلى مناصب قيادية معينة وليس هذا فقط، بل يكون من شروط المعونة أحياناً قتل وتشريد وتعذيب بعض الوطنيين أو استبعادهم

<<  <   >  >>