للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أورد عليهم سؤال، وتقرير: أنه لو كانت الياء في "جاء" مقلوبة عن الهمزة الثانية أثبتت ولم تعل إعلال ياء قاض ووقف عليها على الأفصح كما أن الياء في "داري" و"مُسْتَهْزِيينَ"١ لما كانت مقلوبة عن الهمزة أثبتت ولم تعل إعلال ياء "قاض" ووقف عليها على الأفصح. وكما أن الياء المبدلة عن الهمزة في "رئيا" للتخفيف في قوله تعالى: {هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا} ٢ [لما كانت] ٣ مبدلة عن الهمزة أثبتت ولم تدغم في الياء الثانية على الأفصح ولما لم تثبت الياء في "جاء" ولم يوقف عليها علم أنها ليست مبدلة عن الهمزة٤.


= ما قبلها مكسور فأبدلت مكانها الحرف الذي منه الحركة التي قبلها كما فعلت ذلك بالهمزة الساكنة حين خففت "الكتاب: ٣/ ٥٥٢".
وقد نقل سيبويه عن الخليل مثل ذلك أيضاً، وذلك أنه حكى عنه أنه إذا اجتمعت همزتان في كلمة واحدة اختير تخفيفُ الأخيرة نحو جاء وآدم، حيث قال في الكتاب: ٣/ ٥٤٩: "وكان الخليل يستحب هذا القول، فقلت له: لمه؟ فقال: إني رأيتهم حين أرادوا أن يبدلوا إحدى الهمزتين اللتين تلتقيان في كلمة واحدة أبدلوا الأخيرة، وذلك نحو: جائي وآدم". فقد حكم على ما ترى بانقلاب ياء الجائي عن الهمزة، وهو عين مذهب سيبويه.
١ دارئ: اسم فاعل من قولك: درأه درءا ودرأة، إذ دفعه وتقول: ناقة دارئ مغدة، ومستهزي: اسم فاعل من استهزأ منه وبه أي: سخر: "ينظر الوسيط: درأ: ٢٨٦، هرأ: ١٠٢٣".
٢ سورة مريم من الآية "٧٤".
٣ ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".
٤ الشارح يعترض على الإعلال بالحذف بأنه لو صح أن الياء منقلبة عن الهمزة الثانية وليست هي العين أخرت إلى موضع اللام لكان يجب لها كما بقيت الياء المنقلبة عن الهمزة في داري ومستهزئين، وأصلهما: دارئ ومستهزئون، خففت الهمزة فيهما بقلبها من جنس حركة ما قبلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>