للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: وإن كان الماضي على فعِل -بكسر العين- فتحت عينه وكسرت في المضارع نحو: عَلِمَ يَعْلَمُ، وحَسِبَ يَحْسَبُ. وفتح العين في المضارع هو القياس.

وقد جاء الكسر في أحرف، مع جواز الفتح فيها، وهي: حَسِبَ يَحْسِبُ، ونَعِمَ يَنْعِمُ ويَبِسَ يَيْبِسُ١. وحكى اللِّحيانِيُّ٢: فَضِلَ يَفْضَلُ٣. وحكى الأخفش: قَنِطَ يِقْنِطُ٤. وحكى الأصمعيُّ: عَرِضَتْ له الغولُ تَعْرِضُ٥.


١ وقد ذكر ذلك ابن جني في شرحه على تصريف المازني، ثم قال: "فهذا كله فيه لغتان: إحداهما الأصل، وهي الفتح، والأخرى لضرب من الاتساع، وهي الكسر، "المنصف: ١/ ٢٠٨".
٢ اللحياني، هو: علي بن حازم، إمام كوفي من أئمة اللغة، عدَّه الزبيدي في الطبقة الثانية من طبقات اللغويين الكوفيين عاصر الفراء، وكان أحفظ الناس للنوادر، باعتراف الفراء نفسه، وله كتاب في النوادر لطيف. "عن: طبقات النحويين واللغويين، ص١٩٥، بتصرف يسير".
٣ حكاه عنه ابن منظور "اللسان "فضل": ٥/ ٣٤٢٩".
٤ جاء في معاني القرآن للأخفش "ص٣٨٠": "قال: "وَمَنْ يَقْنِطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ"؛ لأنها من قَنِطَ يَقْنِطُ. وقال بعضهم يَقْنُطُ مثل يَقْتُلُ، ويَقْنَطُ مثل: عَلِمَ يَعْلَمُ. ونقله ابن منظور في اللسان "قنط": ٥/ ٣٧٥٢. وقال: "إنما هو على الجمع بين اللغتين". والقراءة المذكورة "يقنِط" في سورة الحجر "٥٦"، نسبت إلى أبي عمرو بن العلاء والأعمش والكسائي, ينظر الطبري: ١٤/ ٤٠، والسبعة ٣٦٧، والكشف: ٢/ ٣١، والتيسير: ١٣٦, والبحر المحيط ٥/ ٤٥٩.
٥ لا أدري من أين أتى بهذه الحكاية عن الأصمعي، فقد فتشت في كتب اللغة جميعها فلم أعثر عليها حكاية عن الأصمعي، وإنما هي حكاية عن أبي زيد، كما ذكر ذلك صاحب الصحاح قال: "أبو زيد: يقال: عَرَضَتْ له الغولُ وعَرِضَتْ، أيضا بالكسر "الصحاح "عرض" ٣/ ١٠٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>