للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦-

كَأَنَّ مجَرَّ الرَّامِسَاتِ ذُيُولها ... عَلَيْهِ قَضِيمٌ نَمّقته الصوانع١

مصدر بمعنى الجر، والمضاف إلى المَجَر محذوف تقديره: كأن أثر جر الرامسات.

ومعنى كلامه أن اسمي الزمان والمكان من الثلاثي المجرد من الزوائد من الذي مضارعه مفتوح العين أو مضمومها، ومن الفعل الناقص وإن كان مكسور العين، إنما يبنيان على وزن "مَفْعَل" بفتح العين؛ نحو: مَشْرب، من: شَرِب يشْرَب، ومَقْتَل من: قَتَلَ يَقْتُلُ، ومَرْمَى من رمي يَرْمِي.

ويبنيان من الذي مضارعه يَفْعِلُ -بكسر العين- ومن المعتل الفاء، وإن كان مفتوح العين على وزن مَفْعِل -بكسر العين-


١ هذا بيت من الطويل، قاله النابغة ضمن قصيدة طويلة يمدح بها النعمان بن المنذر ويعتذر إليه، ويهجو مرة بن ربيع بن قريع وهو في ديوانه ص٧٩، برواية: "حصير" بدلا من "قضيم". وقد أنشده الزمخشري في مفصله ص٢٣٩، والرضي في شرح الشافية: ٢/ ١٦، "رقم ٤٥" والجاربردي في شرح الشافية ١/ ٧٠، وشرحه البغدادي تحت رقم "٥٠" في شرحه لشواهد الشافية ص٨٢، ١٠٦.
والرامسات: الرياح الشديدات الهبوب التي ترمس الأثر، أي: تعقبه وتدفنه، ذبول الرياح: أواخرها. نمقته: زينته. والشاهد في قوله: "مجر الرامسات"؛ حيث استعمل "مَجَرّ" مصدرا ميميا بمعنى الجر، وإضافته إلى الرامسات من إضافة المصدر لفاعله، والكلام على تقدير مضاف، وكأنه قال: كأن جر الرامسات ذيولها. كما ذكر ركن الدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>