للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويمكن أن يقال: لما اجتمعت ثلاث ياءات أبدلت الشين من إحداهما؛ فكأن١ "أُنَيْسِيَان" تصغير إنسيان٢ على وزن فِعْلِيان.

وكأن أُغَيْلِمة وأُصَيْبَة تصغير: أَغْلِمة وأَصْبِية؛ لأن غلاما فُعال مثل غراب، وصَبِيا فَعِيل، مثل قَفِيز, وهما يجمعان في القلة على أَفْعِلَة كأَغْرِبة وأَقْفِزة، فردوهما في التصغير إلى بابهما، ومن العرب من يجريهما على القياس فيقول: صُبَيَّة وغُلَيْمَة.

قوله: "وقولهم: أُصَيْغِر منك، ودُوَيْن هذا، وفُوَيق هذا لتقليل ما بينهما"٣.

اعلم أن التصغير في قولهم: هو أُصَيْغِر منك، ودُوَين هذا، وفُوَيق هذا، ليس للذات التي وُضع اللفظ لها في التحقيق؛ لأنك إذا قلت: هذا أُصَيْغِر٤ منك، لست تريد إلا تقليل ما بينهما من الزمان ولا يجوز أن يراد به بيان انحطاط المذكور عن٥ المخاطب في الصغر؛ لأن صيغة أصغر تفيده بدون التصغير.

وإذا قلت: دُوَيْن هذا، وفُوَيْق هذا لست تريد إلا تقليل ما بينهما من التفاوت٦، ولهذا لو قال٧: السماء فوقنا كان صادقا،


١ في "ق"، "هـ": وكأن.
٢ في "هـ": إنسان".
٣ في الأصل: "وقولهم أصيغر منك....." إلى آخره, وفي "هـ": "وقولهم: أصيغر منك".
٤ في الأصل: أصغر. والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
٥ في "هـ": من.
٦ وهذا مثال ما يحقر لدنوه من الشيء وليس مثله.
٧ في الأصل، "هـ": قبل وما أثبتناه من "هـ".

<<  <  ج: ص:  >  >>