للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو قال: فويقنا كان كاذبا.

ولو قال١: آتيك بعد اليوم، فأتاه بعد سنة لم يكن مخلفا لوعده ولو قال: آتيك بُعيد اليوم، فأتاه بعد سنة أو شهر كان مخلفا٢ لوعده.

ومنه: "أُسَيِّد" في تصغير "أُسَيْوِد" الذي هو تصغير أَسْوَد؛

أي: لم يبلغ السواد, وحينئذ "٤٠" لم يكن التصغير إلا للسواد الذي فيه، وإذا قيل: هذا مُثَيْل ذاك٣ كان المراد به بيان القرب في المماثلة مع بيان الانحطاط٤.

قوله: "ونَحْوُ: مَا أُحَيْسِنَه شَاذٌّ، وَالْمُرَادُ الْمُتَعَجَّبُ مِنْهُ"٥.

اعلم أنهم يصغرون فعل التعجب؛ [فيقولون في ما أَحْسَنه: ما أُحَيْسِنَه وهو شاذ؛ لأن فعل التعجب] ٦ فعل، والتصغير من خواص الأسماء٧.


١ في "هـ": قيل.
٢ في "ق": مخالفا.
٣ في الأصل: ذلك.
٤ ينظر الكتاب: ٣/ ٤٧٧.
٥ في "هـ": جاءت عبارة ابن الحاجب مبتورة هكذا: "ونحو ما أحيسنه".
٦ ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ"، لانتقال نظر الناسخ.
٧ القول بأن أفعل في التعجب فعل هو قول البصريين، والكوفيون يجعلونه اسما ويستدلون على اسميته بالتصغير في قول الشاعر:
يَا مَا أُمَيْلِح غِزْلانا شَدَنّ لَنَا ... مِنْ هَاؤُليَّائِكُنّ الضال والسَّمر
"ينظر الإنصاف - مسألة "١٥"، ص٨١".
وقال سيبويه: "سألت الخليل عن قول العرب: ما أُمَيْلِحَه، فقال: لم يكن ينبغي له أن يكون في القياس؛ لأن الفعل لا يحقر وإنما تحقر الأسماء؛ لأنها توصف بما يعظم ويهون والأفعال لا توصف، فكرهوا أن تكون الأفعال كالأسماء لمخالفتها إياها في أشياء كثيرة، ولكنهم حقروا هذا اللفظ, وإنما يعنون الذي تصفه بالملح، كأنك قلت مُلَيِّح، شبهوه بالشيء الذي تلفظ به وأنت تعني شيئا آخر نحو قولهم: يطؤهم الطريق، وصِيدَ عليه يومان. ونحو هذا كثير في كلامهم. وليس شيء من الفعل ولا شيء مما سمي به الفعل يحقر إلا هذا وحده وما أشبهه من قولك: ما أفعله" "الكتاب: ٣/ ٤٧٧, ٤٧٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>