للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتقرير الجواب: أنا لا نسلم أن تاء الثلاثة لا تنقلب هاء إلا حالة الوقف، لجواز أن تنقلب هاء حالة الوصل؛ بأن يجري الوصل مجرى الوقف باعتبار وقلب تاء ثلاثة هاء والحركة التي على هاء ثلاثة تكون حركة همزة القطع -أعني حركة همزة أربعة- نقلت إلى هاء ثلاثة، بخلاف الحركة التي على الميم في {الم، اللَّهُ} ١؛ فإنها ليست كذلك، بل لما وصل {الم} بالله التقى ساكنان -الميم الأخيرة من ميم ولام التعريف- فحركت الميم لالتقاء الساكنين.

وإنما ذكر هذا الكلام ههنا؛ لأن من الناس من يتوهم أن حركة الميم هي الحركة المنقولة من لام {اللهُ} إليها، فدفع هذا الوهم بأن ما ذكرناه في "ثَلاثَةَ ارْبَعَهْ" للضرورة، وهي منتفية ههنا.

قوله: "وزيادة الألف في أنا"٢.

زيادة الألف "٨٢": مبتدأ. وخبره: في أنا. والجملة معطوفة على قوله: "فالإسكان المجرد في المتحرك"؛ لأن زيادة الألف قسم من أقسام الوقف.

فإذا وُقِفَ على "أنا" فالفصيح٣ أن يقال: أنا -بزيادة الألف ومن أجل أن الوقف على "أنا" بزيادة الألف كان الوقف على "لَكِنَّا" في قوله تعالى: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} ٤ بالألف؛ لأن أصل "لَكِنَّا"، لَكِنْ أَنَا، فكما


١ آل عمران: "١"، "٢".
٢ وتكملة عبارة ابن الحاجب: "وَمِنْ ثَمَّ وُقِفَ عَلَى {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ} بالألف" "الشافية: ص٨".
٣ في "ق": فالصحيح.
٤ سورة الكهف: من الآية "٣٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>