للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يوقف على "أنا" بالألف يوقف على "لكنا" بالألف؛ فنُقِلت١ حركة الهمزة إلى النون، وحذفت الهمزة ثم أدغمت النون في النون، فقيل: لَكِنَّا.

أما إثبات الألف فيه في الوصل -وهي قراءة ابن عامر٢ فليست بضعيفة، بخلاف إثبات الألف في "أنا" في الوصل؛ لئلا يحصل اللبس بلَكِنَّ.

وإنما قلنا إن أصل "لكنا" ههنا: لَكِنْ أَنَا؛ لأن "لكنَّ" المشددة لا يقع بعدها المضمر٣ المرفوع، كما يقع بعد "إن". ولا يمكن أن يقدر ضمير الشأن "المحذوف حتى يكون اسم "لكن" ويكون المبتدأ والخبر بعدها -أعني: هو الله- خبر "لكن" لأنه لا يحذف ضمير الشأن"٤ إلا في حال الضرورة؛ ولأنه لولا أن أصله: "لكِن أَنَا" لم يَجْرِ٥ الوقف عليها بالألف.

قوله: "وَمَهْ وأَنَهْ قَلِيل".

يعني: أن الوقف على "ما" الاستفهامية بالهاء٦ والوقف على


١ في "هـ": نقلت.
٢ وهي أيضا قراءة أبي جعفر ورويس، وقرأ الباقون بغير ألف ولا خلاف في إثباتها في الوقف اتباعا لرسم المصحف. "ينظر النشر: ٢/ ٣١١".
٣ في "هـ":الضمير.
٤ ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
٥ في الأصل: "لم يجري" خطأ.
٦ أقول: أجاز بعضهم حذف ألف ما، والوقف عليه بالهاء، وإن لم مجروراً، كما في حديث أبي ذؤيب: قدمت المدينة ولأهلها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج أهلوا بالإحرام، فقلت: مَهْ فقيل: هلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم. "ينظر شرح الشافية، للرضي ٢/ ٢٩٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>