للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن هؤلاء من يقول -وهم ناس من بَنِي تميم- في الردء والبطؤ إذا وقفت١ عليهما: هذا الرِّدِي، ومن البُطُو -بكسر الدال اتباعا لحركة الراء، وبضم الطاء اتباعا لحركة الباء٢.

ولم يُقَل: هذا٣ الرِّدؤْ ومن البُطِئ؛ لعدم مجيء "فِعُل" -بكسر الفاء وضم العين- وعدم مجيء "فُعِل"- بضم الفاء وكسر العين في الأسماء في كلامهم.

"ولقائل أن يقول: ليس في كلامهم ما آخره واوا قبلها"٤ ضمة فإن وُجِد ذلك في موضع فُرَّ منه، وقلبت الواو ياء والضمة كسرة.

وأجيب عنه بأنه ليس في كلامهم ما آخره واو أصلية وقبلها ضمة. والبُطُو ليس كذلك؛ لأن الواو فيه عارضة.

ولقائل أن يقول: "فُعِل" -بضم الفاء وكسر العين- "وبالعكس٥" ليس في كلامهم إذا كان أصليا، أما إذا كان عارضا فَلِمَ لا يجوز. والبطو والردي عارض في الوقف.


١ في "ق"، "هـ": وقف.
٢ أي: إنهم يتبعون العينَ فيهما الفاء في الأحوال الثلاث، فيقولون: هذا البُطُؤ؛ ورأيتُ البُطُؤ، ومررتُ بالبُطُؤ، وهذا الرِّدِئ ومَرَرْتُ بالرِّدِئ، ورأيتُ الرِّدِئ،؛ وذلك أنهم لما رأوا أنه يؤدي النقل في البُطء في الحال الجر، وفي الردء في حال الرفع إلى الوزنين المرفوضين أتبعوا العين الفاء في حال الجر في البطؤ وفي حال الرفع في الرِّدْء، فتساوى الرفع والجر فيهما، فكرهوا مخالفة النصب إياهما، فأتبعوا العين الفاء في الأحوال الثلاث. "ينظر شرح الشافية، للرضي: ٢/ ٣١٢".
٣ في الأصل: هذه. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
٤ ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ".
٥ وبالعكس: إضافة من "ق"، "هـ".

<<  <  ج: ص:  >  >>