للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: الطاء التي كالتاء. تكثر١ هذه في العجم، لا سيما في عجم أهل الشرق؛ لأن الطاء لا توجد في أصل حروفهم، فإذا احتاجوا إلى النطق بشيء من العربية التي فيها٢ طاء, ضعف نطقهم بها، فيقولون في طالع: تالع، وهو٣ مستهجن؛ لأنه ليس بعربي؛ والعربي الذي يتكلم به إنما يتكلم به لمخالطته٤ العجم، لا سيما عجم أهل الشرق٥.

والثالث: الفاء التي كالباء. يكثر هذا في لغة الفرس وغيرهم، فإنهم أخرجوا حرفا من الفاء والباء المخلصين٦. والذين تكلموا بهذا الحرف من العرب قوم خالطوا العجم فاسترقوا لغتهم؛ لأن الطبع سَرّاق.

والرابع: الضاد الضعيفة. هذه الضاد٧ من لغة قوم ليست في أصل لغتهم الضاد، فإذا أرادوا التكلم بها من لغة غيرهم عصت عليهم، فأخرجوها٨ ظاء؛ لأنهم يخرجونها من طرف اللسان وأطراف الثنايا، وربما تكلفوا إخراجها من مخرج الضاد، فلم يتأتَّ


١ في الأصل: تكثرت, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
٢ في "هـ": هي.
٣ في "هـ": وهي.
٤ في "هـ": لمخالطة, وفي "ق": لمخاطبته.
٥ ينظر الممتع: ٢/ ٦٦٦.
٦ ينظر الممتع: ٢/ ٦٦٧.
٧ في "هـ": أيضا.
٨ في "ق": أخرجوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>