للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما لم تدغم النون فيما هو قريب من مخرجها كالجيم؛ لعدم بقاء غنتها لو أدغمت في الجيم، لما فيها من الشدة.

وقد جاء إدغام "الضاد في الشين"١ في قوله تعالى: {لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ} ٢ في قراءة أبي عمرو٣؛ لقرب مخرجها، والشين أكثر استطالة، وفي الشين تفشٍّ ليس في الضاد.

والنحويون ينكرونه٤؛ لأن الضاد، بل سائر حروف "ضوي مشفر" لا تدغم إلا في مثلها، ولأنه لو أدغمت ههنا لزم التقاء الساكنين على غير حدّه، مع أنه لم يرو عنه الإدغام في قوله تعالى: {وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ} ٥، ولا في قوله تعالى: {ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا} ٦.

اعلم أنه لو قدّم إدغام النون فيما ذكره على إدغام حروف "ضوي مشفر" أو أخّره عنه لكان أولى؛ لأنه لا وجه لذكره في الكتاب؛ [لأن النون ليست من تلك الحروف] ٧.


١ في "ق": "النون في الهاء" لعله سهو من الناسخ.
٢ سورة "النور" من الآية "٦٢".
٣ ينظر النشر: ١/ ٢٩١.
٤ ويرون أن ذلك ينبغي أن يحمل على الإخفاء؛ لما في الإدغام من الجمع بين ساكنين وليس الأول حرف مد ولين. "ينظر الممتع: ٢/ ٧٢٥".
٥ سورة "النحل" من الآية "٧٣". ونقل ابن الجزري عن الداني قوله: "ولا أعلم خلافا بين أهل الأداء في إظهاره". "النشر: ١/ ٢٩١".
٦ سورة "عبس" من الآية "٢٦".
٧ ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".

<<  <  ج: ص:  >  >>