للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء "يَسْتِيع"؛ بحذف الطاء من يستطيع، وهو قليل.

وكأنه لما امتنع الإدغام؛ لسكون ما قبلها فيما لا١ يمكن تحريكه حذفوا؛ فمن قال: "يسطيع" حذف الأول، وهو التاء، ومن قال: "يستيع" حذف الثاني، وهو الطاء. وهذا يدل على جواز حذف٢ الأول والثاني على البدل من نحو: "مَسِست" و"أَحْسَست".

وكون "يسطيع" أقوى من "يستيع" يدل على قوة حذف الأول٣.

وقالوا أيضا: بَلْعَنْبَر، وعَلْمَاء، ومِلْمَاء -بالحذف- فِي: بَنِي الْعَنْبَرِ٤، وَعَلَى الْمَاءِ، وَمِنَ الْمَاءِ. ووجه الحذف تعذر الإدغام بسكون الثاني، فحذفوا كما تقدم، وهو قليل.

وأما نحو: يَتَسِع ويَتَقِي -بحذف الواو- فشاذ؛ لأن الواجب قلب الواو تاء وإدغامها في التاء، كما في الماضي.

ووجه حذف الواو ههنا أنهم حذفوا الواو لأجل ياء المضارعة كما حذفوا في أصلها، وهو: يَسَع ويَقِي؛ لأنهما من باب واحد.

وعلى حذف الواو من يتقي جاء الابتداء بها [في قوله] ٥:


١ في الأصل: "ولا", وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
٢ في "ق": الحذف.
٣ وهو رأي سيبويه "ينظر الكتاب: ٤/ ٤٨٣".
٤ بنو العنبر. العنبر: أبو حي من تميم، وهو العنبر بن عمرو بن تميم، وينتسب إليه بنو العنبر، قال سيبويه: ومن الشاذ قولهم في بني العنبر: "بلعنبر" بحذف النون "الكتاب: ٢/ ٤٣٠". وينظر الصحاح "عنبر: ٢/ ٧٥٩".
٥ ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق.

<<  <  ج: ص:  >  >>