زيادتنا نعمان لا تنسَيَنَّها والبيت من قصيدة لعبد الله بن همام السَّلُولي خاطب بها النعمان بن بَشير الأنصاري، وكان أميراً على الكوفة في مدة معاوية، وكان معاوية قد زاد ناساً في عَطَائهم عشرة فأنفدها النعمان وترك بعضهم؛ لأنهم جاءوا بكتب بعدما فرغ من الجملة، وكان ابن همام ممن تخلف، فكلمه فأبى عليه، فقال ابن همام هذه القصيدة يرقّقه فيها، ويتشفع بالأنصار ويمدح معاوية. "ينظر شرح شواهد الشافية: ٤٩٦". وقد أنشده ابن الحاجب في الشافية شاهدا على أن "تَقِ" أمر من "يَتَقِي" بفتح التاء المخففة، وماضيه تَقَى. وأصلهما: اتّقى يتّقي بالتشديد. والأصل: اوتقى يوتقي؛ فقلبت الواو في الأولى ياء لانكسار ما قبلها، ثم أبدلت تاء وأدغمت, وأبدلت في الثانية تاء وأدغمت. فلما كثر الاستعمال كذا حذفوا التاء الساكنة منهما, وهي فاء الفعل، فصار تَقَى يَتَقِي, بتخفيف التاء المفتوحة, وحذفوا الهمزة من الماضي لعدم الحاجة إليها فصار: تَقَى ووزنه: تَعَل. فأخذ الأمر وهو "تَقِ" من "يَتَقِ" بدون همزة وصل؛ لأن ما بعد حرف المضارعة محرك.