للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الشاعر:

أدُّوا التي نَقَصَتْ تسعين مِنْ مائةٍ ... ثم ابْعَثوا حكمًا بالحقّ قَوَّاما١

ولأنه إذا جاز استثناء الأقل، جاز استثناء الأكثر.

ولأنه رفع بعض ما تناوله اللفظ، فجاز في الأكثر كالتخصيص.

ولنا: أن الاستثناء لغة، وأهل اللغة نفوا ذلك وأنكروه٢.

قال أبو إسحاق الزجاج٣: لم يأت الاستثناء إلا في القليل من الكثير٤.

وقال ابن جني٥: لو قال قائل: "مائة إلا تسعة وتسعين" ما كان متكلمًا بالعربية، وكان كلامه عيًّا من الكلام ولكنة.


= الغاوين من العباد، وأيهما كان الأكثر حصل المقصود". شرح المختصر "٢/ ٥٩٩".
١ سيأتي نقل المصنف عن ابن فصال: أن هذا البيت مصنوع لم يثبت عن العرب، فلا يصح الاحتجاج به.
٢ وأهل اللغة هم الحجة في هذا المقام، ولذلك نقل المصنف كلامهم الآتي.
٣ هو: إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج، عالم بالنحو واللغة والعروض، واشتهر بالزجاج، لأنه كان يعمل في خرط الزجاج، تتلمذ على المبرد، من مؤلفاته: "معاني القرآن" و"الاشتقاق". توفي ببغداد سنة "٣١٠هـ" على الأرجح. انظر: بغية الوعاة "١/ ٤١١" وفيات الأعيان "١١/ ١١".
٤ انظر: إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس "٢/ ٥٦٥".
٥ هو: عثمان بن جني، أبو عثمان الموصلي، كان والده مملوكًا روميًّا لسليمان بن فهد الأزدي الموصلي، كان إمامًا في النحو والأدب، تلقى عن أبي على الفارسي، وبعد وفاته تولى مكانه في بغداد. من كتبه "الخصائص" و"المذكر والمؤنث" توفي سنة "٣٩٢هـ". انظر: بغية الوعاة "٢/ ١٣٢"، شذرات الذهب "٣/ ١٤٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>