قُلْتُ: وَمِمَّنْ صَرَّحَ بِنِسْبَتِهِ إِلَى ابن جُدْعَان مُحَمَّد بن إِسْحَاق فِي "الطَّبَقَات" القِسْم المُتَمِّم (برقم. ١٢٧)، -وَنَقَلَ كَلامَهَ البَلاذِري فِي "أَنْسَاب الأَشْرَاف" (٥/ ٢٢٦) وَأَقَرَّهُ-، وَعَلِي ابن المَدِيْنِي فِي "العِلَل" (برقم: ١١١)، وَالبُخَارِي فِي "التَّارِيْخ الكَبِيْر" (٨/ ٣٩٣)، وَأَبُوْ حَاتِم الرَّازِي، كَمَا فِي "الجَرْح والتَّعْدِيْل" (٩/ ٢٠٧). وَلَعَلَّ مُسْتَنَدهُ: مَا جَاءَ فِي نَسَب ابن جُدْعَان: "عُبَيْد الله بن عَبْد الله بن أَبِي مُلَيْكَة بن عَبْد الله بن جُدْعان" "جَمْهَرة نَسَب قُرَيْش" (١/ ٤٣٥).وَأَمَّا القَوْلُ الآخَر: فَلَعَلَّ مُسْتَنَدَهُ مَا ذَكَرَهُ أَهْلُ النَّسَب مِنْ أَنَّ عَمْرو بن كَعْب هُوَ مِنْ بَيْتِ بَنِي تَيْم، وَالله أَعْلَم.وَقَدْ جَعَلَهُ مِنْ وَلَدِ طَلْحَة بن رُكَانة مِنَ المُحَدِّثِيْن أَبُوْ عَبْد الله بن الحَذَّاء؛ حَيْثُ قَالَ فِي "التَّعْرِيْف": "زَيْد بن طَلْحَة بن رُكَانة، هُوَ التَّيْمِي وَالِد يَعْقُوب".وَقَدْ تَبعَ ابن الحَذَّاء فِي ذَلِكَ مِنَ المُتَأَخِّرِيْن الحَافِظ فِي "التَّعْجِيْل"، وقَلَّدَه السُّيُوْطِي فِي "إِسْعَاف المُبَطَّإ"، وَالزُّرْقَانِي فِي "شَرْحِهِ" (٤/ ١٧١)، وَتَبِعَهُ الكَمَاخِي فِي "المُهَيّاِ" (٣/ ٣١٥) -إِلا أَنَّهُ خَلَطَ تَرْجَمَتَهُ بِتَرْجَمَةِ ابْنِهِ يَعْقُوْب-، وَاللّكْنَوِي فِي "التَّعْلِيْق المُمَجَّد" (٣/ ٨٥)، وَالشَّيْخ سَلام الله الحَنَفِي الدَّهْلَوِي فِي "المُحَلَّى بأَسْرَار المُوَطَّا" كَمَا نَقَلَ ذَلِكَ عَنْهُ العلامة مُحَمَّد زكريا الكَانْدَهْلَوِي فِي "أَوْجَزِ المَسَالِك" (١٣/ ٢٧٨)، وَتَعَقَّبَهُ فَقَالَ: "الظَّاهِرُ عِنْدِي أَنَّ هَذَا وَهْمٌ، تُوهِّمَ مِنْ ذِكْرِ الحَافِظ فِي "التَّعْجِيْل"، وَعَزْوُهُ إِيَّاهُ إِلَى رِجَالِ مَالِك، فَإِنَّهُ رَجُلٌ آخَر". اهـ.وَقَالَ شَيْخُنَا عَلامَة اليَمَن مُقْبِل بن هَادِي الوَادِعِي -رَحِمَهُ الله تَعَالَى- فِي "تَتَبّع أَوْهَام الحَاكِم" (٤/ ٥١٦): "وَقَدْ خَفِي عَلَى السُّيُوْطِي فَقَالَ فِي "إِسْعَاف المُبَطَّأْ بِرِجَالِ المُوَطَّا": زَيْد، يَأْتِي فِي يَزِيْد. ثُمَّ تَرْجَمَ لِيَزِيْد بن طَلْحَة المُطَّلِبِي، وَهُوَ غَيْرُ التَّيْمِي قَطْعًا". اهـ.(١) قَالَ البُخَارِي: "مَدَنِيُّ". وَقَالَ ابن مَعِيْن كَمَا فِي "سُؤَالات ابن الجُنَيْد"، وَأَبُوْ حَاتِم الرَّازِي: "مَدِيْنِيٌّ".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute