للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُقَدِّمَةُ المُحدِّث الشَّيْخ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن السَّعْد (١)

إِنَّ الحَمْدَ لله نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ، مَنْ يَهْدِهِ الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلُ فَلَا


(١) وَصَلَتْنِي هَذِهِ المُقَدِّمَة فِي (١٥/ شوال/ ١٤٣٤ هـ)، بَعْدَ أَنْ أرْسَلْتُ بِكِتَابِي هَذَا للطِّبَاعَةِ. وَذَلِكَ أَنِّي لمَّا انْتَهَيْتُ مِنْ تَبْيِيْضِ كِتَابِي هَذَا تَوَاصَلْتُ مَعَ أخِي الحَبِيْبِ وَالطَّالِبِ النَّجِيْبِ أَبِي خَالِدِ وَلِيْدِ بْنِ بَدْرِ الدِّيْنِ أَحْمَدَ آل صَلَاح الحُبَيْشِيِّ -حَفِظَهُ الله تَعَالَى-، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فِكْرَةَ عَرْض مَا تَمَّ طِبَاعَتهُ مِنْ أَعْدَادِ المَجْمُوْعَةِ الأُوْلَى مِنْ "سِلْسِلَةِ تَقْرِيْبِ رُوَاةِ السَّنْةِ بَيْنَ يَدَي الأُمَّةِ" عَلَى فَضِيْلَةِ الشَّيْخِ المُحَدِّثِ عَبْدِ الله السَّعْدِ -حَفِظَهُ الله تَعَالَى-؛ وَذَلِكَ لِعِلْمِي بِاهْتِمَامِ الشَّيْخِ بِدِرَاسَةِ الأَسَانِيْدَ وَمَعْرِفَةِ أحْوَالَ الرُّوَاةِ، فَمَا كَانَ مِنَ الأَخِ الكَرِيْمِ إِلَّا أنْ لَبَّى طَلَبِي، وَاسْتَوْجَه فِكْرَتِي، فَبَعَثْتُ لَهُ بِجَمِيْعِ كُتُبِي الَّتِي تَمَّ طِبَاعَتُهَا مِنَ المَجْمُوْعَةِ الأَوْلَى، وَأَرْفَقْتُ ذَلِكَ بِرِسَالَةٍ شَرَحْتُ فِيْهَا مَنْهَجِي فِي السِّلْسِلَةِ عَلَى وَجْهِ العُمُوْمِ، وَفِي المَجْمُوْعَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى وَجْهِ الخُصُوْصِ، وَطَلَبْتُ مِنْهُ أَنْ يُسَلِّمَهَا لِلشَّيْخِ عَبْدِ الله السَّعْدِ، وَمِنْ ثَمَّ يَأْخُذُ وجهِة نَظَرِه مِنْ خَلَالِ مَا وَصَلَهُ مِن اعْدَادِهَا، وَفَعَلَ -جَزَاهُ الله خَيْرًا- ذَلِكَ. وَأَخْبَرَنِي أَنَّ الشَّيْخَ لمَّا قَرَأَ رِسَالَتِي المُرْفَقَة مَعَ الكُتُبِ أَثْنَاء عَلَى السِّلْسِلَةِ ثَنَاءً حَسَنًا، وَقَالَ: "إِنَّ مِثْلَ هَذِهِ المَشَارِيْعِ الجَبَّارة قَدْ قَصُرَتْ عَنْهَا الهِمَم".
وَلمَّا عَلِمْتُ أَنَّ الشَّيْخَ كَانَ قَدْ شَرَعَ فِي شَرْحِ كِتَابِ "المُنْتَقَى"، طَلَبْتُ مِنْ أَخِي الوَفِيّ وَلَيْدِ -حَفِظَهُ الله تَعَالَى- أنْ يُخْبِرَ الشَّيْخَ: بِأَنِّي أَرْغَبُ فِي كِتَابَةِ مُقَدِّمَةً لِكِتَابِي "تَيْسَيْر الوَدُوْد" هَذَا، فَأَخْبَرَ الشَّيْخَ بِذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ: لَيْسَ عِنْدِي مَانِعٌ مِنْ ذَلِكَ، فَأَرْسَلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بِنُسْخَةٍ كَامِلَةٍ مِنْ كِتَابِي هَذَا للشَّيْخِ، فَأَعْطَاهَا الشَّيْخَ، وَلَكِنْ تَأَخَّرَتْ مُقَدِّمَةُ الشَّيْخ -حَفِظَهُ الله تَعَالَى- حَتَّى يَئِسْتُ مِنْهَا، وَبَعْدَ أَنْ أَرْسَلْتُ بِكِتَابِي للطِّبَاعَةِ، تَوَاصَلَ مَعِي الأَخُ النَّبِيْلُ وَلِيْدٌ -حَفِظَهُ الله تَعَالَى- وَأخْبَرَنِيّ بِأَنَّهُ مَرَّ عَلَى الشَّيْخِ، وَأَنَّ الشَّيْخَ اعْتَذَرَ عَنْ تَأَخّرِهِ فِي كِتَابَةِ المُقَدِّمَة، وَذَلِكَ لِكَثْرَةِ مَشَاغِلِهِ العِلْمِيَّةِ وَالدَّعَوِيَّة، وَذَكَرَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: مُرّ عَلَيَّ بَعْدَ كَذَا يَوْم وَسَتَجِدهَا جَاهِزَة، وَفِعْلًا مَرَّ عَلَيْهِ وَوَجَدَهَا جَاهِزَةً.
كَلِمَةُ شُكْرٍ
وَلا يَسَعُنِي فِي مَقَامِي هَذَا إِلَّا أَنْ أَشْكُرَ لِفَضِيْلَةِ الشَّيْخِ المُحَدِّثِ عَبْدِ الله السَّعْدِ -حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى- عَلَى تَفَرُّغِهِ لِقِرَاءَةِ الكِتَاب، وَمِنْ ثَمَّ كِتَابَة مُقَدِّمَة لَهُ، فَجَزَاهُ اللهُ عَلَى مَا بَذَلَ وَكتَبَ خَيْرَ الجَزَاء. =

<<  <   >  >>