للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والحديث نسبه المصنف إلى الطبراني في المعجم الكبير عن عبادة بن الصامت، ولم أقف عليه في المطبوع من المعجم الكبير، إلا أنَّ ابن كثير ذكره بإسناده ومتنه في جامع المسانيد (١)، وعزاه للطبراني، وابنُ كثيرٍ إذا عزا للطبراني حديثًا في هذا الكتاب، فإنما يقصد أنه أخرجه في المعجم الكبير؛ إذ كتاب المعجم الكبير من الأصول العشرة التي جمعها ابن كثير في كتابه هذا (٢)، وقد عزاه -أيضًا- للطبراني: الهيثميُّ (٣).

وقد رواه أحمد في المسند بنحوه، وليس فيه ذكر الاستغاثة، وإنما فيه قوله : «لَا يُقَامُ لِي، إِنَّمَا يُقَامُ لِلَّهِ»، وهذا كما يظهر هو في ما يتعلق بالقيام، على أنَّ في إسناده عبد الله بن لهيعة، وكذا فيه رجلٌ مبهمٌ لم يسم، وهو الراوي عن عبادة بن الصامت، فالحديث إسناده ضعيف.

ولكن من أهل العلم من يُرَقِّي الحديث إلى الاعتضاد؛ لأن النصوص تؤيده.

ومعنى الحديث: أنَّ هؤلاء الصحابة حين استغاثوا بالنبيّ في أمرٍ يقدر عليه، وهو كفُّ أذى هذا المنافق، بيّن لهم أنَّ الاستغاثة لا تطلب إلا من الله.

وسبب إنكار النبيّ عليهم يحتمل أمرين:

١ - أن النبيّ لم يكن قادرًا على دفع ضرر ذلك المنافق، فأمرهم أن


(١) جامع المسانيد (٤/ ٥٦٨ - رقم ٥٧٨٠)، قال الطبراني: حدثنا أحمد بن حماد بن زُغْبَة المصرى، حدثنا سعيد بن عُفَيْر، حدثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن على بن رباح، عن عبادة، قال: قال أبو بكر: قوموا نستغيث برسول الله .
(٢) انظر: مقدمة جامع المسانيد (١/ ٦٠).
(٣) مجمع الزوائد (١٠/ ١٥٩).

<<  <   >  >>