للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال عبد الله بن أحمد: «سألت أبي عن قوم، يقولون: لما كلَّم الله ﷿ موسى لم يتكلَّم بصوت، فقال أبي: بلى، إنَّ ربك ﷿ تكلَّم بصوت، هذه الأحاديث نرويها كما جاءت، ثم ساق حديث ابن مسعودٍ هذا، ثم قال: وهذا الجهمية تنكره، وقال أبي: هؤلاء كفار، يريدون أن يموهوا على الناس، من زعم أنَّ الله ﷿ لم يتكلَّم فهو كافر، ألا إنَّا نروي هذه الأحاديث كما جاءت» (١).

والمراد: أنَّ هذا يدلّ على أنَّ الصوت مسموع حقيقةً، خلافًا لمن ينكر صفة الصوت لله ﷿، ولكنه صوتٌ يليق بجلاله وعظمته.

* وقوله: «يَنْفُذُهُمْ ذَلِكَ»: هو بفتح الياء، وسكون النون، وضم الفاء والذال المعجمة: أي يَخْلُصُ ذلك القولُ ويمضي في قلوب الملائكة حتى يفزعوا منه.

* وقوله: «فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ»: أي يسمعُ الكلمةَ التي قضاها الله، وسمعتها الملائكة ثم تحدثوا بها.

ومسترقُ السمع: هم من الشياطين، يركب بعضهم بعضًا، فيسمعون أصوات الملائكة بالأمر مما يقضيه الله، فيتوجهون بما سمعوا إلى الكهان.

ومسترقو السمع يسمعون إمّا من الملائكة في السماء الدنيا، ولا يتعدونها؛ لأنَّها سقف محفوظ.

ويحتمل أنَّهم يسمعون من الملائكة في السحاب؛ لحديث عائشة :


(١) السنة، لعبد الله بن أحمد (١/ ٢٨٠).

<<  <   >  >>