حسبك، أي: كافيك وناصرك، فيتعين عليك أن تتوكل عليه، لا على غيره.
المسألة الثالثة: ورد في النصوص فضائل تُنال بالتوكل على الله، ومنها:
١. أنَّه يدخل في زمرة السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بلا حساب، فقد ذكر الله صفاتهم، وهي ثلاثٌ ترجع إلى التوكل، ونص عليه في الصفة الرابعة.
٢. أن من توكّل على الله كان الله حسبه وكافيه، قال: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق، الآية (٣)]، وما ظنك بمن يكون الله حسبه!
٣. أن التوكل على الله منجاة، فالله أنجى إبراهيم; بتوكله على ربه، حين أرادوا إلقاءه في النار، ونجى موسى; حين قال: ﴿كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾، ونجى محمدًا ﷺ حين قال لأبي بكر:«ما ظنك باثنين الله ثالثهما».
٤. أن في التوكل قوة القلب، وفي الاعتماد على الناس ضعف القلب، وقد ورد عن عمر بن عبد العزيز ﵀:«من أحب أن يكون أقوى الناس، فليتوكل على الله»(١).
المسألة الرابعة: التوكل على غير الله قسمان:
١ - شركٌ أكبر: بأن يتوكل على أحدٍ من الخلق، فيما لا يقدر عليه إلا الله.
٢ - شركٌ أصغر: بالتوكل على المخلوق، فيما يقدر عليه، وهو ما يسمى بالاعتماد على الأسباب، وله أمثلة كثيرة، ومنها: