للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والحديث أخرجه البيهقي وأبو الشيخ في كتاب الحجة، وأبو نعيم في الأربعين من رواية نعيم بن حماد، عن عبد الوهاب الثقفي، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عمرو به، وصححه النووي .

ولكن ضعفه طائفة من أهل العلم، منهم ابن عساكر (١)، وابن رجب (٢)، حيث قال: تصحيح هذا الحديث بعيد جدًا، من وجوه منها:

١ - أنَّه تفرد به نعيم بن حماد المروزي، وقد ضعفه طائفة وقالوا: «عنده مناكير»، وقال ابن معين: «ليس بشيء ولكنه صاحب سنة».

٢ - أنَّه اختلف فيه على نُعيم.

٣ - وفي إسناد عقبة بن أوس متكلم في روايته عن ابن عمرو.

فالصواب ضعف الحديث، لكن مع هذا فمعناه صحيح، وأصله في القرآن (٣).

والشاهد في الحديث: أنَّ العبد لا يكون مؤمنًا كامل الإيمان الواجب، حتى تكون محبته تابعة لما جاء به الرسول من الأوامر والنواهي، فيحب ما أمر به ويكره ما نهى عنه، ولا يجد في نفسه حرجًا من أوامر الدين، ويعتقد أن المشرع هو الله.

المسألة الرابعة: قد عدّ الله التحاكم إلى غيره إفسادًا في الأرض، وتحاكمًا إلى حكم الجاهلية، وساق المصنف في هذا آيتين:


(١) طرق الأربعين، لأبي القاسم بن عساكر (٢/ ٥٩).
(٢) جامع العلوم والحكم (٢/ ٣٩٥).
(٣) انظر: تيسير العزيز الحميد، للشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ (ص: ٥٠٥).

<<  <   >  >>