للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأن لا يأمن من ذلك، وأورد المصنف قول الخليل : ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ﴾ [إبراهيم الآية: (٣٥) أي: اجعلني وبَنيَّ في جانب، والأصنام في جانب، وباعد بيننا وبينها.

فإذا كان إبراهيم وهو سيدُ الحنفاءِ، ومَن حارب الوثنية وأوذي في ذلك أذى كبيرًا، وهاجر من بلده إلى بلد آخر دعوة للتوحيد، ومع هذا يخاف على نفسه الوقوع في الشرك، ويسأل الله أن يجنّبه وبنيه عبادة الأصنام، فما ظنك بغيره؟! لا شك أنَّه أولى بالخوف من الشرك وعدم الأمن من الوقوع فيه، ولهذا قال إبراهيم التيمي: «ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم؟!» (١).

وبهذا تعرف خطأ بعض الناس وجهلَهم حينما قالوا: إن الشرك بعيدٌ منا، ونحن أهلُ توحيد، فوقعوا في الشرك وهم غافلون.

فإن قيل: فما المراد بقوله (وبَنيّ) وهل استجاب الله دعاء إبراهيم بذلك؟

* قيل: المراد بهم من كان مِنْ صُلبِه وهم إسماعيل وإسحاق، واختاره صاحب التيسير (٢)، وعليه فإنَّ الله استجاب دعاءه.

* وقيل: المراد بهم من كان من ذريته وما توالد منهم، ورجحه العثيمين، وعليه فإنَّ الله استجاب في بعض ذريته دون بعض.

المسألة الرابعة: ساق المصنّف في الباب حديث محمود بن لبيد مرفوعًا:


(١) تفسير الطبري (٧/ ٤٦٠).
(٢) هو الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب، حفيد المؤلف، ولد عام (١٢٠٠ هـ)، وقتله إبراهيم باشا عام (١٢٣٣ هـ) حين استولى على الدرعية، وكتابه تيسير العزيز الحميد أول شرح لكتاب التوحيد.

<<  <   >  >>