* ﴿تَحْوِيلًا﴾: أي ولا يكشفونه عنكم ويحولونه إلى غيركم، فهم عاجزون عن كل هذا، والله سبحانه هو القادر على ذلك وحده لا شريك له.
* ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ﴾: من الأنبياء وغيرهم من المعبودات.
* ﴿يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ﴾: هم أنفسهم يطلبون من ربهم القربة والشيء الذي يوصلهم إلى الله وإلى ثوابه، فكيف يطلب ذلك منهم؟!
والوسيلةُ: الطاعة والعبادة.
* ﴿أَيُّهُمْ أَقْرَبُ﴾: كلّ واحدٍ منهم يرجو أن يكون أقربَ إلى الله، فيتقربون إلى الله بطاعته، ويرجون رحمته ويخافون عذابه.
ومناسبةُ الآيةِ للباب: من جهة أنَّ التوحيد هو إفراد الله بالعبادة والدعاء وحده، ونفي الشريك عنه سبحانه، وهؤلاء الذين يدعون الأنبياء والملائكة لم يتبرءوا من الشرك، بل وقعوا فيه ودعوا من لا يملك ضرًا ولا نفعًا، فإذا عرفت هذا تبين لك أنَّ التوحيد لا يكون إلّا بنبذ كل الشرك، وإخلاص العبادة لله.
المسألة الرابعة: ذكر المصنّف في الباب قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (٢٦) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي … ﴾ [الزخرف الآية (٢٨)].
وهذه الآية يبين فيها الله ﷾ موقف إبراهيم ﵈ من والده ومن قومه الذين أشركوا مع الله غيره، كيف دعاهم؟ فلما لم يستجيبوا تبرأ منهم، وهجرهم.
وقال ﵈: ﴿إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ﴾: أي متبرءٌ من كل ما تعبدون من دون الله من الأصنام والكواكب وغيرها.