حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِي سَيْلِ مَهْزُورٍ، أَنْ يُمْسَكَ الْأَعْلَى عَلَى الْأَسْفَلِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكَعْبَيْنِ وَالْجُدَرَ، ثُمَّ يُرْسَلُ الْأَعْلَى عَلَى الْأَسْفَلِ وَكَانَ يَسْقِي الْحَوَائِطَ " ⦗١٧٢⦘ وَسَيْلُ وَادِي قَنَاةَ، يَأْتِي مِنْ وَجٍّ. وَبَلَغَنَا عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ الشَّيْبَانِيِّ - هَكَذَا قَالَ أَبُو غَسَّانَ - أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ الْغَمْرِ، فَأَسْلَمَتْ فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ارْدُدْ عَلَيَّ زَوْجَتِي فَقَالَ: إِنَّهَا قَدْ أَسْلَمَتْ، وَلَا تَحِلُّ لَكَ إِلَّا أَنْ تُسْلِمَ فَأَرُدَّهَا عَلَيْكَ؟ فَنَزَلَ شُرَيْحٌ بِقَنَاةَ، فَأَقَامَ بِهَا وَقَالَ:
[البحر الوافر]
أَلَا يَا صَاحِبَيَّ بِبَطْنِ وَجٍّ ... رَوَاحًا لَا أَرَى لَكُمَا مُقَامَا
أَلَا تَرَيَانِ أُمَّ الْغَمْرِ أَمْسَتْ ... قَرِيبًا لَا أُطِيقُ لَهَا كَلَامَا
فَجَعَلَ بَطْنَ قَنَاةَ بَطْنَ وَجٍّ؛ لِأَنَّ السَّيْلَ يَأْتِي مِنْهُ. وَأَمَّا مُلْتَقَى سُيُولِ هَذِهِ الْأَوْدِيَةِ وَمُجْتَمَعِهَا، فَإِنَّهَا تَجْتَمِعُ بِزَغَابَةَ، وَهُوَ طَرَفُ وَادِي إِضَمَ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ إِضَمَ لِانْضِمَامِ السُّيُولِ بِهِ وَاجْتِمَاعِهَا فِيهِ، ثُمَّ تَجْتَمِعُ فَتَنْحَدِرُ عَلَى عَيْنِ أَبِي زِيَادٍ، ثُمَّ تَنْحَدِرُ فَيَلْقَاهَا شِعَابٌ يُمْنَةً وَيُسْرَةً، ثُمَّ يَلْقَاهَا وَادِي مَالِكٍ بِذِي خَشَبٍ وَظُلَمَ وَالْجُنَيْنَةِ، ثُمَّ يَلْقَاهَا وَادِي أَوَانٍ وَدَوَافِعُهُ مِنَ الشَّرْقِ، وَيَلْقَاهَا مِنَ الْغَرْبِ وَادٍ يُقَالُ لَهُ: بُوَاطٌ، وَالْحَزَّارُ، وَيَلْقَاهَا مِنَ الشَّرْقِ وَادِي الْأَتَمَةِ، ثُمَّ تَمْضِي فِي وَادِي إِضَمَ وَعُيُونِهِ حَتَّى يَلْقَاهُ وَادِي بُرْمَةَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: ذُو الْبَيْضَةِ، مِنَ الشَّامِ، وَيَلْقَاهَا وَادِي تُرْعَةَ مِنَ الْقِبْلَةِ، ثُمَّ يَلْتَقِي هُوَ وَوَادِي الْعِيصِ مِنَ الْقِبْلَةِ، ثُمَّ يَلْقَاهُ دَوَافِعُ وَادٍ يُقَالُ لَهُ: حُجْرٌ، وَوَادِي الْجَزْلِ الَّذِي بِهِ السُّقْيَا وَالرَّحَبَةُ فِي ⦗١٧٣⦘ نَخِيلِ ذِي الْمَرْوَةِ مُغَرِّبًا، ثُمَّ يَلْقَاهُ وَادِي عَمُودَانِ فِي أَسْفَلِ ذِي فِي الْمَرْوَةِ، ثُمَّ يَلْقَاهُ وَادٍ يُقَالُ لَهُ: سُفْيَانُ، حَتَّى يُفْضِيَ إِلَى الْبَحْرِ عِنْدَ جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ: أَرَاكٌ، ثُمَّ يُدْفَعُ فِي الْغَمْرِ مِنْ ثَلَاثَةِ أَمْكِنَةٍ مِنَ الْبَحْرِ يُقَالُ لَهَا: الْيَعْبُوبُ، وَالنَّتِيجَةُ، وَحَقِيبٌ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute