للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونستحيل الجهام (١)، من أرض غائلة النّطاء (٢)، غليظة الوطاء، قد يبس المدهن (٣)، وجف الجعثن، وسقط الأملوج (٤)، ومات العسلوج (٥)، وهلك الهديّ (٦) ومات الوديّ (٧)، برئنا إليك


(١) الجهام: السحاب الذي فرغ ماؤه. ونستحيل: أي ننظر إليه هل يتحرك أم لا، من حال يحول إذا تحرك. وقيل معناه نطلب حال مطره. ويروى بالجيم، والمعنى أن نراه جائلا تذهب به الريح هاهنا وهاهنا. ويروى بالخاء المعجمة، من خلت إخال إذا ظننت؛ أي نظنه خليقا بالمطر. وانظر ما جاء في النهاية في غريب الحديث ٩٣:٢، ٣٢٣:١ والفائق في الغريب ٥:٢.
(٢) من أرض غائلة النّطاء: النّطاء من النطيّ وهو البعيد، قال العجاج:
قيّ تناصيها بلاد قيّ … وبلدة نياطها نطيّ
وبلد نطيّ أي بعيد (الفائق في غريب الحديث ٦:٢، النهاية في غريب الحديث ٧٦:٥ «وفي أسد الغابة ٦٦:٣ من أرض غائلة النطا غليظة الموطا».
والغائلة: التي تغول سالكيها ببعدها.
(٣) يبس المدهن وجف الجعثن: وفي الفائق في غريب الحديث ٦:٢ والنهاية في غريب الحديث ٢٧٤:١، ١٤٦:٢ نشف المدهن وجف الجعثن، والمدهن نقرة في صخرة استنقعوا فيها الماء وهو من قولهم: دهن المطر الأرض إذا بلها بلاّ يسيرا.
وناقة دهين: قليلة اللبن. الجعثن: أصل النبات، وفي النهاية في غريب الحديث ٢٧٤:١ الجعثن: هو أصل الصّلّيان خاصة وهو نبت معروف.
(٤) وسقط الأملوج: الأملوج واحد الأماليج، وهو ورق كأنه عيدان يكون لضرب من شجر البردي، وقيل نوى المقل، وقيل ورق من أوراق الشجر يشبه الطرفاء، وروي «سقط الأملوج من البكارة - البكارة جمع بكر وهو الفتى من الإبل - أي هزلت البكارة فسقط عنها ما علاها من السمن برعي الأملوج، فسمي السّمن أملوجا على سبيل الاستعارة، كقوله يصف غيثا:
أقبل في المستنّ من ربابه … أسنمة الآبال في سحابه
(الفائق ٦:٢).
(٥) ومات العسلوج: العسلوج الغصن الناعم ومنه قولهم طعام عسلوج (الفائق في غريب الحديث ٦:٢).
(٦) وهلك الهديّ: الهديّ والهدي بمعنى واحد وهو ما يهدي إلى البيت الحرام من النعم، وقرئ (والهديّ معكوفا) وأراد الإبل فسماها هديّا لأنها تكون منها، أو أراد هلك منها ما أعد لأن يكون هديا واختير لذلك لعدم ما يرعاه.
(٧) الوديّ: الفسيل (صغار النحل)، ومات الودي أي يبس النخل من شدة القحط والجدب (الفائق في غريب الحديث ٦:٢، النهاية في غريب الحديث ١٧٠:٥، أسد الغابة ٦٧:٣).