وروى ابن حجر في الإصابة ٣:٢ نقلا عن عمر بن شبة: أن سارية ولاه ناحية فارس، وله يقول يا سارية الجبل، وهو سارية بن زنيم بن عمرو بن عبد الله بن جابر ابن محمية بن عبد بن عدي بن الدئل بن بكر بن عبد مناف بن كنانة الدئلي. قال المرزباني كان سارية مخضرما، وقال العسكري: روى عن النبي ﷺ ولم يلقه - وانظر أسد الغابة ٢٤٤:٢. (١) وعن قيس بن الحجاج عمن حدثه قال: لما فتح عمرو بن العاص مصر أتى أهلها إليه حين دخل بئونه من أشهر العجم فقالوا له: أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها. فقال لهم: وما ذاك؟ قالوا: إنه إذا كان لثنتي عشرة ليلة تخلو من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها شيئا من الحلي والثياب أفضل ما يكون ثم ألقيناها في هذا النيل، فقال لهم عمرو: إن هذا لا يكون في الإسلام: فإن الإسلام يهدم ما قبله، فأقاموا بئونة وأبيب ومسرى لا يجري قليلا ولا كثيرا، حتى هموا بالجلاء، فلما رأى ذلك عمرو كتب إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب إليه عمر قد أصبت إن الإسلام يهدم ما قبله وقد بعثت إليك ببطاقة فألقها في داخل النيل إذا أتاك كتابي. فلما قدم الكتاب على عمرو فتح البطاقة فإذا فيها من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر، أما بعد فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر، وإن كان الواحد القهار يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك. فألقى عمرو البطاقة في النيل قبل يوم الصليب بيوم، وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج منها لانهم لا يقوم بمصلحتهم منها إلا النيل - فأصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله ستة عشر ذراعا، وقطع تلك السنة السوء عن أهل مصر إلى اليوم.