كتاب صفة المفتي والمستفتي - ت أبي جنة

باب وقت إباحة الفتيا، واستحبابها، وإيجابها، وكراهتها، وتحريمها - تحرم الفتيا على الجاهل بما يسأل عنه وإن كان عارفا بغيره - ص: 144

* وَتَحْرُمُ الْفَتْوَى (١) عَلَى الْجَاهِل بمَا يَسْأَلُ عَنْهُ؛ لِمَا سَبَقَ مِنَ الْحَدِيثِ (٢)، وَإِنْ كَانَ عَارِفًا بِغَيْرِهِ.

* وَقَال سُفْيَانُ (٣): "أَدْرَكْتُ الْفُقَهَاءَ وَهُمْ يَكْرَهُونَ أَنْ يُجِيبُوا فِي الْمَسَائِلِ وَالفُتْيَا، حَتَّى لَا يَجِدُوا بُدًّا مِنْ أَنْ يُفْتُوا" (٤).

* وَقَال: "أَدْرَكْتُ الْعُلَمَاءَ وَالْفُقَهَاءَ يَترادُّونَ الْمَسَائِلَ، يَكْرَهُونَ أَنْ يُجِيبُوا فِيهَا، فَإِذَا أُعْفُوا (٥) مِنْهَا كَانَ أحَبَّ إِلَيْهِمْ" (٦).

* وَقَال: "أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْفُتيَا أَسْكَتُهُمْ عَنْهَا، وَأَجْهَلُهُمْ بِهَا أَنْطَقُهُمْ فِيهَا" (٧).

* * *

---

(١) في (ب): الفتيا.
(٢) يُنظر صـ ١٢٩ و ١٣٠.
(٣) هو: إمام الحفاظ سفيان بن سعيد بن مسروق الثَّوري، توفي سنة ١٦١ هـ. تُنظر ترجمته في (سير أعلام النبلاء) رقم: ٨٢، ٧/ ٢٢٩.
(٤) أخرجه الآجري في (أخلاق العلماء) رقم: ٨٤، والخطيب في (الفقيه والمتفقه) رقم: ٦٤٩، وابن الجوزي في (تعظيم الفتيا) رقم: ١٣، وذكره ابن مفلح في (الآداب الشرعية): ٢/ ٦٦.
(٥) في (ب): عفوا.
(٦) أخرجه الآجري في (أخلاق العلماء) رقم: ٨٤، والخطيب في (الفقيه والمتفقه) رقم: ٦٤٩، وابن الجوزي في (تعظيم الفتيا) رقم: ١٣.
(٧) أخرجه الخطيب في (الفقيه والمتفقه) رقم: ١٠٧٩، وابن الجوزي في (تعظيم الفتيا) رقم: ١٥، وذكره ابن مفلح في (الآداب الشرعية): ٢/ ٦٦.