للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَصْلٌ

* إِذَا اخْتَلَفَ عَلَى الْمُسْتَفْتِي فُتْيَا مُفْتِيَيْنِ فَأَكْثَرَ (١):

فَفِيهِ مَذَاهِبُ:

الأوَّلُ: أَنهُ يَأْخُذُ بِأَشَدِّهَا وَأَغْلَظِهِا (٢)، فَيَأْخُذُ بِالْحَظرِ دُونَ الإْبَاحَةِ وَغَيْرِهَا؛ لِأَنَّهُ أَحْوَطُ، وَلِأَنَّ الْحَقَّ ثَقِيلٌ مَرِيٌّ، وَالْبَاطِلَ خَفِيفٌ وَبِيٌّ.

وَالثَّانِي: يَأْخُذُ بِأَخَفِّهَا (٣)؛ لِقَوْلِهِ -تَعَالى-: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (٤)، وَقَوْلِهِ [-تَعَالى-] (٥): {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (٦)، وَقَوْلِهِ: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} (٧).

وَلِأنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَال: "بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ السَّهْلَةِ" (٨).


(١) من (أ)، وفي (ب): أو أكثر.
(٢) في (ب): بأشدهما وأغلظهما.
(٣) في (ب): بأخفهما.
(٤) البقرة: ١٨٥.
(٥) من (ب).
(٦) الحج: ٧٨.
(٧) النساء: ٢٨.
(٨) أخرجه الإمام أحمد في (المسند) رقم: ٢٢٢٩١، والطبراني في (المعجم الكبير) رقم: ٧٧١٥، والخطيب في (الفقيه والمتفقه) رقم: ١٢١٤، والروياني في (المسند) رقم: ١٢٦٦.

<<  <   >  >>