الإلهية لا تبدأ الخلق ولا تعيده، فشركاؤهم ليسوا آلهة.
الثاني: أن شركاءهم لا يملكون الهداية إلى الحق، والإله-عز وجل-يهدي إلى الحق؛ فشركاؤهم ليسوا إلها.
وهذه براهين واضحة؛ لأن بدء الخلق والهداية إلى/ [١٠٣ ب/م] الحق وغيرها أمور ممكنة، والله-عز وجل-قادر على جميع الممكنات، والأصنام جماد لا تقدر على شيء من الممكنات، فالله-عز وجل-ليس هو الأصنام، وينعكس كنفسه: الأصنام ليست هي الله-عز وجل.
{وَما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ}(٣٦)[يونس: ٣٦] / [٢٢٣/ل] احتج به من منع العمل بخبر الواحد؛ لأنه إنما يفيد الظن، وهو لا يغني عن الحق.
وأجيب بأن الآية إنما منعت من اتباع الظن في التوحيد ونحوه من القطعيات، أما العمليات فلا.
{وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ}(٣٧)[يونس: ٣٧] أي: لا ينبغي للقرآن أن يكون من عند غير الله؛ لأنه معجز في نفسه عبارة ومعنى، وذلك لا يقدر عليه إلا الله-عز وجل-وهذا من مسائل القرآن وإعجازه ودلائل النبوة.
ودليل إعجازه الآية بعده:
{أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَاُدْعُوا مَنِ اِسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ}(٣٨)[يونس: ٣٨] وتقريره: إنكم إما أن تسلموا أنه من عند الله-عز وجل-فيلزمكم الإيمان به وبمن جاء به، أو لا تسلموا ذلك وتدعوا أن محمدا افتراه؛ فيلزمكم أن تأتوا بسورة مثله تفترونها لتصححوا دعواكم في افترائه، وإلا فأنتم كاذبون خاطئون في دعواكم. وقد سبق نحو هذا في أول البقرة. ثم إنه تنزل معهم في التحدي بالقرآن من مثله إلى عشر سور إلى سورة مثله.