للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

...........................................................................................

ــ

صفة انقطاعها، ولا ذكر من وصلها كلها من أئمة الرواة، فربما توهم الناظر في كتابه ممن ليس له عناية بالحديث ولا معرفة بجمع طرقه أنها من الأحاديث التي لا تتصل بوجه ولا يصح الاحتجاج بها لانقطاعها، ... هي متصلة كلها والحمد لله من الوجوه الثابتة التي نوردها فيما بعد إن شاء الله ـ وهذا القول الذي قاله الإمام أبو ... عبد الله المازري ـ إنما أخذه فيما قيل من كلام الحافظ أبي علي الغساني الأندلسي، فإنه جمعها قبله، وعدها كذلك أيضا إلا أنه نبه على اتصال بعضها، ولم يستوعب ذلك في جميعها ولعل المازري ـ رحمه الله ـ إنما ترك التنبيه على اتصالها لاكتفائه بما ذكره أبو علي الحافظ، على أنهما قد خُولفا في إطلاق تسمية المقطوع ... على أحاديث منها، ولم يسلَّم لهما ذلك فيها على ما يأتي بيانه في موضعه ـ إن شاء الله ـ، ... وسميت من وصلها من الثقات المعتمد على قولهم في هذا الشأن، ومن أخرجها في كتبه من أئمة الحديث، الحديث الأول: قال الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري - رحمه الله - في كتاب الطهارة: وروى الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن ابن هرمز، عن عمير مولى ابن عباس، أنه سمعه يقول: أقبلت أنا وعبد الرحمن ابن يسار مولى ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، حتى دخلنا على أبي الجهم بن الحارث بن الصمة الأنصاري، فقال أبو الجهم: "أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نحو بئر جمل فلقيه رجل فسلم عليه فلم يرد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أقبل على الجدار فمسح وجهه ويديه ثم رد عليه" قلت: هكذا أخرجه مسلم في صحيحه مقطوعا، وهو حديث صحيح ثابت متصل في كتاب البخاري، وغيره من حديث الإمام أبي الحارث الليث ابن سعد بن عبد الرحمن المصري الفقيه، عن جعفر بن ربيعة بن شرحبيل المصري أخرجه الأئمة الثقات البخاري (١)، وأبو داود (٢)


(١) صحيح البخاري: كتاب التيمم، باب التيمم في الحضر إذا لم يجد الماء وخاف فوت الصلاة، الحديث رقم ٣٣٠، ١/ ١٢٩.
(٢) سنن أبي داود: كتاب الطهارة، باب التيمم في الحضر، الحديث رقم ٣٢٩، ١/ ١٣٢.

<<  <   >  >>