للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

...........................................................................................

ــ

وطاعة رسوله خير لك، قالت: فتزوجته فاغتبطت" (١).

ونبه عليه الإمام النووي فقال: وَهُوَ غَيْر أَبِي الْجَهْم الْمَذْكُور فِي حَدِيث الْخَمِيصَة وَالْأَنْبِجَانِيَّة، ذَلِكَ بِفَتْحِ الْجِيم بِغَيْرِ يَاء، وَاسْمه عَامِر بْن حُذَيْفَة بْن غَانِم الْقُرَشِيّ الْعَدَوِيُّ مِنْ بَنِي عَدِيّ بْن كَعْب (٢)، أي فرق بين عبد الله بن الحارث أبو جهيم وعَامِر بْن حُذَيْفَة أبو الجهم.

وقول أئمة الحديث من المغاربة: قد أورد مسلم بن الحجاج في كتابه أحاديث يسيرة مقطوعة منها هذا الحديث الذي ذكرناه ـ بلغت أربعة عشر حديثاً ـ، وهو أوّلها، فهم يطلقون هذا المصطلح على كل حديث سقط منه راوٍ، أو أكثر في أي ماكن من السند سواء في أوله أو وسطه أو آخره، وسنرى أنه يُقصد به المنقطع، ويندرج تحته: المعلق، والمنقطع، والمعضل، والمرسل والمدلس ... وغيرها، أو لم يذكر الراوي باسمه "أي على الإبهام". ويجب التنبيه إلى أن ما وقع منها عند مسلم لا يعني عدم الإحتجاج به؛ لأنها من أقسام الضعيف، بل هي متصلة الأسانيد عند الأئمة كالبخاري والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجة وغيرهم، وهذا الحديث الذي نحن بصدده هو يسمى معلقاً، فالمعلق (٣): هو ما حذف من مبتدأ إسناده واحد أو أكثر ... وفي مسلم في موضع واحد في التميم حيث قال: وروى الليث بن سعد، فذكر حديث أبي الجهم بن الحرث بن الصمة: "أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نحو بئر جمل الحديث ... "، ـ وهو حديثنا هنا -. وهذا ما ذكره الإمام الحافظ رشيد الدين أبي الحسين يحيى بن علي بن عبد الله القرشي المصري العطار المالكي فقال: ذكر الإمام أبو عبد الله محمد بن علي التميمي المازري ـ رحمه الله ـ في كتابه المسمى بالمعلم، ونص على أنها وقعت في كتاب] مسلم أحاديث [مقطوعة الأسانيد، وعدها أربعة عشر حديثا، ونبه على أكثرها في مواضعها من كتابه، إلا أنه لم يبين


(١) كتاب الطلاق ... ، باب المطلقة البائن لا نفقة لها، الحديث رقم ١٤٨٠، ٢/ ١١١٤.
(٢) شرح النووي على صحيح مسلم ٢/ ٨٥.
(٣) ينظر تدريب الراوي ١/ ١١٧.

<<  <   >  >>