للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

................................................................................................ ... ــ

نسقي عليه غلامنا وارى كله تغييراً، وان صوابه "نسقي عليه نخلاً لنا" فتصحف منه "غلامنا"، وكذا جاء في البخاري، ويدل على صحته قوله في الحديث قبله: "ننضح عليه"، وهو بمعنى: نسقي عليه وإنما يسمى من الإبل النواضح التي يستقي عليها الماء إلا انها تنضحه، أي تصبه" (١).

وذكر الإمام النووي ما ذكره القاضي عياض وعقّبَ عليه بقوله: "وَالْمُخْتَار أَنَّ الرِّوَايَة صَحِيحَة، وَتَكُون الزِّيَادَة الَّتِي ذَكَرَهَا الْقَاضِي مَحْذُوفَة مُقَدَّرَة، وَهَذَا كَثِير فِي الْكَلَام. وَاَللَّه أَعْلَم" (٢).

وقال الإمام السيوطي: "ناضحان أي بعيران نستقي بهما تنضح بكسر الضاد وكان الآخر يسقي نخلا قلت: كذا في النسخة التي عندي وهي بخط الحافظ الصريفيني وذكر ما قاله القاضي عياض من تصويب رواية البخاري، وما عنده غيره تغيير وتصحيف وهي ما عند الفارسي وابن ماهان، وقال: وحكاه عنهما النووي وتبعهما القرطبي ولم يذكر واحد منهم أن اللفظة التي هي صواب وهي "نخلاً لنا" وقعت في رواية أحد لنا من رواة مسلم فإما أن يكون الصريفيني أصلحها بعلمه أو تكون وقعت له في رواية أحد فاعتمدها، ونقل تعقيب الإمام النووي على كلام القاضي عياض" (٣).

فرواية ابن ماهان نسقي عليه غلامنا دون تحديد السقيا، وهذا اللفظ حتى هذا الموضع على اطلاقه يفيد كلاماً معهوداً وهو سقي الزرع، ولعل المعروف ان المدينة كان يسقى بها الزرع على الإبل وهي النواضح ومفرده ناضح ومنه الحديث "ان ناضحاً تردى في بئر بالمدينة فذكي من قبل شاكلته .. " (٤).


(١) إكمال المعلم بفوائد مسلم ٤/ ٣٣٣ و٣٣٤.
(٢) شرح النووي على صحيح مسلم ٤/ ٣٥٩.
(٣) ينظر الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج ٣/ ٣٤٤.
(٤) المنتقى لابن الجارود: كتاب البيوع والتجارات، باب ما جاء في الذبائح، الحديث رقم، ٨٩٥، ١/ ٢٢٥، والمعجم الكبير للطبراني: باب الراء، ما اسند رافع بن خريج، عبابة بن رفاعة بن رافع بن خريج، الحديث رقم ٤٣٨٠، ٤/ ٢٦٩.

<<  <   >  >>