للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأمّا الخراج. فاعلم أن الذي عليه جمهور أصحابنا، ومحققيهم، ونص عليه الإمام أحمد (١)، أن يرجع في الخراج، والجزية، إلى تقدير الإمام في زيادة ونقص، ما لم يجحف. (٢) قال في شرح المقنع (٣): "ظاهر المذهب، أنّ المرجع في الخراج إلى اجتهاد الإمام، وهو اختيار الخلال، وعامة شيوخنا؛ لأنه أجرة فلم يتقدر بمقدار لا يختلف، كأجرة المساكن" (٤). انتهى

وعن الإمام أحمد، في رواية أخرى (٥): "أن المرجع إلى تقدير الإمام عمر ، فلا يزاد عليه ولا ينقص منه؛ لأن اجتهاد عمر (٦) أولى من قول غيره". ووضع عمر على كل جريب (٧) درهماً، وقفيزاً (٨) من طعامه، وهو ثمانية


(١) نص عليه الإمام أحمد في رواية محمد بن داود، الأحكام السلطانية ص ١٦٥، وقال الخلال. رواه الجماعة وعليه مشايخنا.
انظر: الفروع (٦/ ٢٢١)، والمبدع (٣/ ٣٨٠)، والإنصاف (١٠/ ٣٥٠)، وحكي في المغني استقرار قول الإمام أحمد على ذلك (١٣/ ٢١٠)، والشرح الكبير (١٠/ ٣١٥).
(٢) وفي (ب) زيادة الواو.
(٣) وفي (ب) شرح المغني.
(٤) الشرح الكبير (١٠/ ٣١٦).
(٥) انظر: الأحكام السلطانية ص ١٦٥، من رواية العباس بن محمد الخلال، والفروع (٦/ ٢٢٢)، والمبدع (٣/ ٣٨٠)، والإنصاف (١٠/ ٣١٦)، والمحرر (٢/ ١٧٩).
وقال أبوبكر الخلال إن هذه الرواية قولٌ أول لأبي عبد الله، ورجح الرواية الأولى: وهي أن المرجع في ذلك إلى الإمام.
(٦) سقط من النسخة (أ) قوله ""، والمثبت من (ب).
(٧) الجريب: مقدار المساحة من الأرض، قال الجوهري: الجريب من الطعام والأرض، مقدارٌ معلوم، والجمع أجربة وجربان. المطلع (٢٥٨)، والقاموس المحيط مادة جرب (٦٦)، وتهذيب الأسماء (٣/ ٤٩).
(٨) القفيز: مكيالٌ، قدره في الطعام اثنا عشر صاعاً، ومن الأرض مئة وأربع وأربعون ذراعاً، والجمع منها أقفزة.
انظر: القاموس المحيط مادة قفز (٥٢٩)، والمطلع (٢٥٨)، وتهذيب الأسماء (٣/ ١٠٠).

<<  <   >  >>