كتاب تهذيب الكلام في حكم أرض مصر والعراق والشام

الباب الثالث في بيان حكمها - حكم الخراج لهذه الأرض، ومقداره - ص: 106

أرطال (١)، قيل: بالمكي، وقيل: بالعراقي، وهو نصف المكي، فعلى الأول يكون ستة عشر رطلاً عراقياً، وهو الصحيح (٢). وهو قفيز الحجاج، وهو صاع عمر ﵁ (٣) نص عليه الإمام أحمد (٤). وفي المحرر (٥): "أنه جعل على جريب الزرع (٦) درهماً، وقفيزاً من طعامه، وعلى جريب النخل ثمانية دراهم، وعلى جريب الكرم عشرة، وعلى جريب الرطبة ستة". والجريب: عشر قصبات (٧) في مثلها. والقصبة: ستة أذرع، بذراع وسط، وقبضة وإبهام قائمة. وما بين شجر من بياض الأرض تبع لها، ولا خراج على مساكن مطلقاً (٨)، وقد نقل (٩) أن الإمام أحمد كان يمسح داره، ويخرج عنها؛ لأن بغداد كانت حين فتحت مزارع، ولعله منه محمولٌ على الورع. ولا خراج على مزارع مكة، والحرم كَهِيَ، وأجازه في الانتصار (١٠) - كسائر

---

(١) جمع رطل، وهو اثنتا عشرة أوقية، والأوقية: أربعون درهماً. ويكسر ويفتح والكسر أجود.
انظر: القاموس المحيط مادة (رطل) (١٠٠٦)، والمطلع (١٩)، وتهذيب الأسماء (٣/ ١٢٣).
(٢) الإنصاف (١٠/ ٣١٧)، وكشاف القناع (٣/ ١١١).
(٣) سقط من النسخة (أ) قوله "﵁"، والمثبت من (ب).
(٤) انظر: الإنصاف (١٠/ ٣١٨).
(٥) المحرر (٢/ ١٧٩).
(٦) وفي (ب) الذرع، وهو خطأ ظاهر.
(٧) قصبات: جمع قصبة، وهي كل نبات ذي أنابيب، الواحدة: قصبة، وقد صارت معياراً لمساحة الأرض. انظر: المطلع (٢٥٩)، والقاموس المحيط مادة قصب (١٢٥).
(٨) انظر: منتهى الإرادات (١/ ٢٣١)، والإقناع (٢/ ١١٠).
(٩) حكي في الفروع (١٠/ ٢٩٩)،
(١٠) حكي في الفروع (١٠/ ٣٠١).
والانتصار في المسائل الكبار لمؤلفه، أبو الخطاب محفوظ بن أحمد بن حسن الكلوذاني ت (٥١٠ هـ) ويسمى أيضاً الخلاف الكبير. وطبع منه الجزء الموجود (الطهارة، الصلاة، الزكاة) وصدر عن مكتبة العبيكان - الرياض سنة ١٤١٣ هـ.
انظر: المذهب الحنبلي للتركي (٢/ ١١٥)، ومعجم مصنفات الحنابلة (٢/ ١٣٧).