للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أجل كفرهم، بمنزلة الجزية المضروبة على رؤوسهم، فإذا أسلموا سقط عنهم، كما تسقط الجزية، وتبقى الأرض ملكاً لهم، لا خراج عليها، ولهم بيعها، وهبتها، ورهنها، لأنها ملك لهم، بخلاف ما قبل، ولا يجوز إقرار كافر بها سنة بلا جزية؛ لأنها أرضنا. إذا علمت ذلك فقال الإمام أحمد -[رحمه الله تعالى]- (١):

"أرض الشام (٢) عنوة، إلا أرض (٣) حمص (٤)، وموضعا آخر" (٥). وقال الإمام أحمد (٦): "فتح المسلمون السواد عنوة-يعني سواد العراق- (٧) إلا ما كان منه صلحاً، وهي أرض الحيرة (٨)، وأرض بانقيا" (٩). وفي كلام


(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٢) وفي النسخة (ب) زيادة "فتحت" والمثبت موافق لما في المغني (٤/ ١٨٨).
(٣) سقط من النسخة (ب) قوله" أرض".
(٤) بالكسر ثم السكون والصاد المهملة، بلد مشهور قديم، وهي بين دمشق وحلب في نصف الطريق، حاصرها أبو عبيدة ثم صالح أهلها، وفي طرفها قلعة على تل عالٍ كبير، تسمى قلعة حصينة.
انظر: معجم البلدان (٢/ ٣٢٤)، ومراصد الاطلاع (١/ ٤٢٥).
(٥) حكي في المغني (٤/ ١٨٨).
(٦) انظر: مسائل الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه برواية إسحاق الكوسج (١/ ٢٤٤)، وحكي في المغني (٤/ ١٨٨).
(٧) مر سابقاً ذكر ترجمة العراق وحده، وسواد العراق داخل في حد العراق عرضاً وخارجٌ عن حده طولاً، كما ذكر صاحب المعجم، وحد السواد طولاً: من حديثة الموصل طولاً إلى عبادان: أو إلى ساحل البحرين من بلاد عبادان، وسميت بالسواد: لسواده، بالزروع، والنخيل، والأشجار. انظر: ترجمة حد العراق ص ٧٢. وانظر: معجم البلدان (٣/ ٣٠٩).
(٨) بالكسر ثم سكون وراء، مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة، على موضع يقال له النجف، وكانت على ساحل بحر، والآن لا بحر ولا مدينة، وإنما هو آثار طامسة، وكانت منزلاً لملوك بني لخم، وفيها بنى النعمان قصره المشهور بالخورْنَق.
انظر: معجم البلدان (٢/ ٣٧٦)، وآثار البلاد وأخبار العباد (١٨٦).
(٩) بكسر النون، ناحية من نواحي الكوفة، وكانت على شاطئ الفرات، وقيل: سميت بذلك؛ لأن إبراهيم مر بقوم فيها، واشترى منهم النجف بالغنم، وتسمى بالنبطية نقيا، فأطلق عليهم ذلك، ذكره صاحب المعجم.
انظر: معجم البلدان (١/ ٣٩٤)، ومراصد الاطلاع (١/ ٥٨).

<<  <   >  >>