كتاب تهذيب الكلام في حكم أرض مصر والعراق والشام

الباب الثالث في بيان حكمها - حكم إقطاعها - ص: 94

وإرفاقاً. هذا هو الصحيح من المذهب، وعليه جمهور الأصحاب (١). [وقال (٢) في] الرعاية (٣): "للإمام إقطاع هذه الأرض، والدور، والمعادن/ إرفاقاً، لا تمليكاً". وقال الإمام أحمد، في رواية حرب (٤): "القطائع جائزة (٥) وأنكر شديداً قول الإمام مالك لا بأس بقطائع الأمراء وقال: يزعم أنه لا بأس بقطائعهم" (٦). وقال الإمام أحمد، في رواية يعقوب عنه (٧)، "قطائع الشام، والجزيرة، من المكروهة كانت لبني أمية فأخذها هؤلاء".

وقال، في رواية محمد بن داود (٨): "ما أدري ما هذه القطائع، يخرجونها ممن شاءوا" (٩). قال أبوبكر (١٠) من أئمتنا: "لأنه يملكها من أقطعها فكيف تخرج عنه" (١١).

---

(١) انظر: تصحيح الفروع (٦/ ١٦٨)، الإنصاف (١٦/ ١٢٦)، وكشاف القناع (٣/ ١٨٢).
(٢) سقط من النسخة (أ) قوله: "وقال".
(٣) حكي في تصحيح الفروع (٦/ ١٦٨).
(٤) هو: الإمام العلامة، أبو محمد، حرب بن إسماعيل الكرماني، الفقيه، تلميذ أحمد بن حنبل، روى عن الإمام أحمد مسائل، قال الذهبي: "مسائل" حرب من أنفس كتب الحنابلة، وهو كبير في مجلدين، توفي ﵀ في سنة ٢٨٠ هـ.
انظر: طبقات الحنابلة (١/ ٣٨٩)، وسير أعلام النبلاء (١٣/ ٢٤٤)، والمنهج الأحمد (٢/ ٩٥).
(٥) وفي النسخة (ب) "جائز".
(٦) حكي في الفروع (٧/ ٣٠٣)، والإنصاف (١٦/ ١٦٠).
(٧) حكي في الفروع (٧/ ٣٠٣)، والإنصاف (١٦/ ١٦٠).
(٨) هو: محمد بن داود بن صبيح، أبو جعفر المصيصي، أخو إسحاق، قال الخلال: كان من خواص أبي عبد الله ورؤسائهم، وكان أبوعبد الله يكرمه ويحدثه بأشياء لا يحدث بها غيره، وعنه عن أبي عبد الله "مسائل" كثيرة مصنفه على نحو "مسائل الأثرم".
انظر: طبقات الحنابلة (٢/ ٢٩٧)، المنهج الأحمد (٢/ ٢٠)، وتهذيب الكمال (٢٥/ ١٧٦)، وتهذيب التهذيب (٩/ ١٣١).
(٩) حكي في الفروع (٧/ ٣٠٣)، والإنصاف (١٦/ ١٦٠).
(١٠) هو: أبوبكر، أحمد بن محمد بن هارون البغدادي، الحنبلي، المشهور بالخلال، الفقيه العلامة، المحدث، مؤلف علم أحمد بن حنبل وجامعه، ولم يسبقه إلى ذلك أحد، ورحل في البلدان من أجل ذلك، ولد سنة ٢٣٤ هـ، وإذا أطلق الخلال في المذهب فلا ينصرف إلا إليه، توفي ﵀ سنة ٣١١ هـ، وألف عدة كتب منها: "الجامع"، و"العلل"، و"السنة".
انظر: طبقات الحنابلة (١/ ١٧٧)، وسير أعلام النبلاء (٥/ ١١٢)، وتاريخ بغداد (٥/ ١١٢)، والأعلام (١/ ٢٠٦).
(١١) حكي في الفروع (٧/ ٣٠٣)، والإنصاف (١٦/ ١٦٠).