للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما أحمدته، بالألف، فمعناه أنك وجدته حميد المذهب، ورضيته في نفسك، وإن لم تثن عليه؛ فالحمد: كلام تظهره، والإحماد: معرفة تضمرها، فلذلك دخلته الألف؛ لأن معناه أصبته ووجدته كذلك. والعامة تقول في الوجهين كليهما: حمدته، بغير ألف.

وأما قوله: أصحت السماء، فهي مصحية، وصحا السكران، فهو صاح، فأصلهما جميعا من الصحو، وهو انجلاء الغيم عن السماء، وذهاب السكر عن السكران. وإنما السكر: بخار يغطي/ على عقل الشارب، كما يغطي السحاب وجه السماء. فإذا أفاق السكر عن السكران قيل: قد صحا، أي عقل فلذلك جاء بغير ألف، وهو يصحو صحوا، على فعول؛ لأنه فعل لا يتعدى فاعله، مثل: سها يسهو سهوا. وإن شئت قلت: صحوا. قال جرير:

أتصحو أم فؤادك غير صاح عشية هم صحبك بالرواح

وأما السماء فقيل لها أصحت، بالألف؛ لأنه بمعنى أقشعت وأسفرت وشبه جرير زوال الهم عن القلب بزوال السكر عن الشارب.

وأما قوله: أقلت الرجل البيع إقالة، وقلت من القائلة قيلولة؛ فإن الإقالة في البيع: نقضه وإبطاله، إذا سألك المشتري ذلك، تقول: استقالني فأقلته ومعناه استرجاع العقد الذي كان بينكما ورده، وهو المبايعة. ويقال: تقايلنا بيعنا تقايلا، وقايلته مقايلة وقيالا، إذا أقال كل واحد منكما صاحبه. ومنه قولهم: أقلت فلاناً عثرته، إلا لم تؤاخذه بزلته. وفي الدعاء: اللهم أقلنا عثراتنا. أي اعف عن ذنوبنا، ولا تؤاخذنا.

وأما قوله: القيلولة في مصدر قلت من القائلة، فإنه أيضا من ذوات الياء؛ يقال: قال يقيل قيلولة؛ وهو نوم نصف النهار. وبه سمي شرب نصف النهار: قيلا. يقال منه: اقتال الرجل؛

<<  <   >  >>