فهذا من نشروا. وقال الله عز وجل:(ثُمَّ إذَا شَاءَ أَنشَرَهُ)؛ أي أحياه.
وأما قوله: أمنى الرجل فهو يمني من المني، فمعناه أنزل، فهو ينزل وذلك إذا خرج منه الماء الدافق. قال الله عز وجل:(مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى). والمني مشدد الياء اسم على فعيل. وقد أمنى الرجل يمني إمناء، وبعض أهل اللغة يجيز منى، بغير ألف، كأنه على لغتين، فمعنى منى سال، ومعنى أمنى أسال. وقد روي أن "منى" التي بعرفات إنما سميت منى؛ لأن الدماء تمنى بها؛ أي تسال، إذا ذبحت النسك.
وأما قوله: ضربه فما أحاك فيه السيف، فمعناه لم يعمل فيه ولم يؤثر. يقال: هذه شجرة لا يحيك فيها القدوم ولا الفأس، وفلان لا يحيك فيه [العتاب] والملام، بالألف فهو محيك إحاكة. والعامة تقول: /حاك يحيك بغير ألف، فهو حائك فيه حيكا وحيكانا. ويقال: إنها لغة لبعض العرب. وليس هذا من الحياكة والنسج؛ حياكة النسيج أصلها من الواو. يقال: حاك يحوك حوكا. ويقال: فلان يحيك في مشيته، إذا تبختر بالياء، كأنه من الأول لأنه من المضي.
وأما قوله: أمضني الجرح والقول، وكان من مضى يقول: مضني، بغير ألف؛ فقد روى فيها لغتان، كما حكي بألف، وبغير ألف، فمن قالها بغير ألف، فمصدره: المض والمضيض، ومن قالها بألف، فمصدره: الإمضاض. وقال بعض الأعراب، واشتكى عينه فذرها: