للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والنعمة تسمى يدا، وتجمع على الأيدي، كما جمعت اليد نفسها. وربما جمعوا الجمع فقالوا: الأيادي، ليفرقوا بين جمع الجارحة والنعمة, وقد روى عن بعضهم: يديت إليه معروفا بغير ألف. وحكى "الخليل" عن العرب أنهم يقولون: إن فلانا لذوي مال، ييدي به ويبوع؛ أي يبسط به يديه وباعه، فكأنه قولهم: يديت، إنما هو من هذا، لا من النعمة؛ لأن اليد هي التي تبسط بالخير والشر، وتصرف بها الأمور، وكذلك الباع.

وأما قوله: لا أعلك الله، للرجل إذا وجد علة، فمعناه لا جعل الله فيك علة، أي مرضاً، وهو منقول من اعتل الرجل واعتل انفعال منه، كأن الله أعله فاعتل؛ لأن اعتل فعل لازم بمعنى المطاوعة، والرجل عليل وهو فعيل بمعنى مفعول، أي جعلت فيه علة فقبلها. وأصله من العل؛ وهو القراد الضخم الكبير، والشيخ المسن، يشبه به؛ لضعفه وذهاب قوته، وقال الهذلي، يصف رجلا:

ليس بعل كبير لا شباب له لكن أثيلة صافي الوجه مقتبل.

وقال الطرماح في "القراد":

عل طويل الطوى كبالية الـ ـسفع متى يلق علو يصطعده

أي يصعده. ويقال لكل كبير السن، صغير الجسم: عل، فلذلك قيل للمريض: عليل، ومعتل. والعامة تقول: لا علك الله، بغير ألف، وهو خطأ.

وأما قوله: أرخيت الستر، فهو مرخي، فإنه واضح، ومعناه أرسلته إرسالا، على

<<  <   >  >>