أفعلت، منقول بالألف، من الرخو، من كل شيء. ومنه قيل لبعض سير الفرس: الإرخاء، وهو اللين منه، كما قال امرؤ القيس:
له أيطلا ظبي وساق نعامة وإرخاء سرحان وقريب تتقل
والعامة تقول للمرخي من الستور: مرخي، وهو خطأ؛ لأنه على مفعول، وإنما هو مفعل؛ لأنه بالألف مثل: أسبلته فهو مسل. وقد استرخى هو على استفعل، بمعنى انفعل للمطاوعة.
وأما قوله: أغليت الماء فهو مغلي، فمعناه كمعنى سخنت وطخبت وأحميت وتقول: قد على الماء نفسه، بغير ألف، فهو يلي غليا وغليانا، كما قال الله عز وجل:(يَغْلِي فِي البُطُونِ (٤٥) كَغَلْيِ الحَمِيمِ) وقد أغلاه غيره، وهو يغليه إغلاء، فهو مغلي، كما تقول: حمِي يحمَى حَميْا، وأحماه غيره يحميه إحماء، فهو محمى، فتنقله بالألف. والعامة تقول: غليت الماء، بغير ألف، وهو مغلي على مفعول، وهو خطأ. ويقولون: غِليت القدر تغِلي، بكسر الثاني من الماضي والمستقبل، وهو أيضاً خطأ. وفيه قال الشاعر:
ولا أقول لقدر القوم قد غليت ولا أقول لباب الدار مغلوق/
ولم يجئ فعل يفعل في الكلام، إلا في كلمات قليلة شاذة عن القياس مثل: حسب يسحب، وورم يرم، كأنهم حملوا غليت على حَميَت، لما كان في معناه هو غلط منهم.
وأما قوله أكريت الدار فهي مكراة، والبيت مكري، فإن العامة تقول: هو مكري، على مفعول، وهو خطأ. وهو مثل قولهم: أكريت النهر، وهو من التأخير والإبعاد؛ وذلك أنك إذا أجرت الدار وغيرها شهرا أو أكثر بشيء، فهو بتأخير ونسيئة، وكذلك أكريت الإبل والحمير. والكَرِيّ الحمال الذي يُكريك، والمُكارِيّ الذي يكري الدواب. وقد يقال للمكترِي أيضاً: الكِريّ على فعيل؛ لأن الفاعل والمفعول متكاريان ومفاعلان. وفعيل في