راق. ومفعوله: مرقي. كما يقال في الرقية:"أنا الراقي، والله الشافي". وقد/ يستعار هذا في التملق والخديعة، فيقال: رقيته؛ إذا تملقته، وسللت حقده بالرفق، كما ترقى الحية، حتى تجيب. وفي ذلك يقول كثير لعبد الملك بن مروان:
وما زالت رقاك تسل ضغني وتخرج من مصائبها ضبابي
ويرقيني لك الحاوون حتى أجابك حية تحت الحجاب
وكذلك قوله: رقيت في السلم أرقى رقيا، ليس من هذا الباب؛ لأنه لا همز فيه. وإنما هو من ذوات الياء، ومعناه: صعدت أصعد صعودا؛ ولذلك جاء على وزنه. ومنه سميت درجات السلم، والدرجة والشرف والعلم: مراقي، والواحدة: مرقاة. وقالت أعرابية، وهي ترقص ولدها:
أشبه أبا أمك أو أشبه عمل ولا تكونن كهلوف وكل
وارق إلى الخيرات زنأ في الجبل
وفي الحديث:"يقال لقارئ القرآن يوم القيامة: اقرأ وارقأ" وهو في طلب المكارم والمعالي مستعار. وهو من باب الرقية، ولكن خولف بين أمثلتها في الفعل؛ للفرق يين ما اختلف من معانيهما.
وأما قوله: دارأت الرجل، أي دافعته، وتدارأ الرجلان، فإنما هما فاعلت وتفاعل الرجلان، من درأت الشيء، إذا دفعته، فأنا أدرؤه. ومنه قول الله عز وجل:(قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ المَوْتَ إن كُنتُمْ صَادِقِينَ) ومنه قول الشاعر؛ وهو المثقب: