للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقول، وقد درأت لها وضيني أهذا دينه أبدا وديني/

والمعنى فيما قاله ثعلب أن كل واحد من الرجلين، يدفع صاحبه عن أمر يحاوله فهما مختلفان. وأصله من الدرء، بسكون الراء؛ وهو الاعوجاج. ومنه قول الشاعر:

كان عني يرد درؤك بعد الـ ـله شغب المستصعب المريد

ويقال للفارس: إنه لذو تدرأ، أي قوة ومنعة ودفع. وقال عباس بن مرداس السلمي:

وقد كنت في الحرب ذا تدرأ فلم أعط شيئاً ولم أمنع

وأما قوله: داريته، إذا لاينته وختلته، يعني بغير همز، فليس من هذا الباب. وبعض اللغويين يجعله مهموزا، من المدافعة التي شرحناها، فمن لم يهمزه جعله من قولهم: دريت الصيد، إذا ختلته؛ وذلك أن تنصب للوحش شخصا؛ لتستأنس، ثم تأتي من ناحية ذلك الشخص، فتصيدها ويسمى ذلك: درية. وأنشدني في ذلك أبو العباس المبرد:

فإن كنت قد أقصدتني إذ رميتني بسهمك فالرامي يصيب ولا يدري

ومنه قول الآخر:

يصيب ولا يدري ويخطي وما درى وكيف يكون النوك إلا كذلكا

وتسمى الحلقة والشيء الذي ينصب للرامي فيرميه: درية، والدرية أيضا: جلد ينصب فيتعلم عليه الطعن، فمن ذهب إلى ذلك قال: داريته، بلا همز أي خاتلته، ومن ذهب إلى الأول قال: دارأته مدارأة مهموزا.

وأما قوله: بارأ / الرجل شريكه وامرأته، يعني بالهمز، فإنما ذهب فيه إلى تبرئة كل

<<  <   >  >>