أدميتها"، أي إذا هممت بأمر، بالغت فيه. والعامة تقول: نكيت القرحة، على ترك الهمز. ومصدره: النكء، مهموز على فعل، كما قال ذو الرمة:
ولن ينسني "أوفى" المصيبات بعده ولكن نكء القرح بالقرح أوجع
وأما نكيت، في العدو، فهو بمعنى أبلغت فيهم وأوجعتهم، قتلا وقتالا وحربا وهزيمة وأنهكتهم، بالياء غير مهموز، وأنشد "سيبويه:"
شديد النكاية أعداءه يخال الفرار يراخي الأجل
وليس هذا من هذا الباب. وقد روي أيضاً: نكأت في العدو نكأ، مهموزا بمنزلة نكأت القرحة، كأنها لغة.
وأما قوله: ردؤ الشيء فهو رديء، فمعناه فسد وضعف وخس. والرديء من كل شيء نفاسته. وأصله من الردء؛ وهو المعين؛ وذلك أن كل فاسد أو نفاية، يحتاج إلى ردء يقويه ويحسنه؛ فمعنى ردؤ الشيء: أي ضعف وعجز، فاحتاج إلى ردء. ومستقبله: يردؤ. ومصدره: الرداءة. مثل: سمح يسمح سماحة. والعامة تقول: قد ردا، يردو، رداوة، فتبدل الواو من الهمزة، وهو خطأ.
وأما قوله: قد دفؤ يومنا، فهو دفيء، بمعناه سخن يومنا فهو سخين. وهو فعل لازم على فعل يفعل، بمنزلة ظرف يظرف فهو ظريف. ومصدره: الدفاء ممدود، والدفاءة. ومنه /قولهم: رجل دفآن. وامرأة دفآى إذا كان سخنا من حرارة أو مرض، أو عليل القلب من الحب، كما قال الشماخ:
لنا صحاب قد خل من أجل نظرة دفيء الفؤاد حب كلبة قاتله