للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقيل في مصدر المطر الكثير: الجود، بالفتح، بغير تأنيث، على بناء القطر والصب والدر والسيل، ولم يصفوا السماء والسحاب بصفة منه، نحو جواد ولا جائد ولا جيد؛ إلا أن الجيد قد جعل صفة عامة لكل شيء محمود مستجاد، غير مخصوصة، والجودة، بالفتح أيضا: مصدر عام في كل شيء محمود، معناه المرة الواحدة، وجاء في جمع الجواد من الناس: أجواد وأجاويد. وفي جمع الجواد من الخيل: الجياد، كما يجيء في جمع كل شيء جيد.

فأما قوله: وجب البيع يجب وجوبا، وجبة، وكذلك الحق، ووجبت الشمس وجوبا، ووجب القلب وجيبا، ووجب الحائط وغيره، إذا سقط وجبة وجبة؛ فإن أصل وجب، ومعناه في جميع هذا: وقع واستقر، فكما يقال: وقع البيع كذلك قيل وجب البيع، وكما يقال وقع الحق فكذلك يقال وجب الحق. قال الله عز وجل: (فَوَقَعَ الحَقُّ وبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون). وقيل: وجبت الشمس، كما يقال سقط القرص، وقيل وجب الحائط كما يقال سقط الحائط ووقع، وأما وجب القلب، فمعناه اضطرب وصعد ونزل، فكأنه يعلو ثم يسقط؛ فلذلك قيل: وجب القلب، فاتفقت ألفاظ هذه الأفعال، لاتفاق معناها، واختلفت مصادرها؛ لاختلاف الفاعلين ليفرق بينهما فقيل في بعضها وجوبا، كما يقال سقوطا ووقوعا، وفي بعضها: جبة، كما يقال عدة وزنة، وفي بعضها: وجيبا، كما يقال خر الماء خريرا، وهو صوته؛ لأن القلب إذ وجب كان لخفقانه صوت خفي، كما قال ابن مقبل:/

وللفؤاد وجيب تحت أبهره لدم الغلام وراء الغيب بالحجر

وقيل في بعضه: وجبة، كما يقال وقعة وسقطة. وقد يقال: وجب الحائط وجبا، مثل وقع وقعا. وأنشدنا لأوس بن حجر في الواجب، وهو الساقط، يرثي ميتا:

<<  <   >  >>