وقد يكون الحساب مصدر كالمحاسبة من حاسبته. وقد يقال: حسبت حسابه بالهاء أيضا، كما يقال كتبت كتابة.
وأما قوله: حسبت الشيء/: أي ظننته أحسبه وأحسبه، فإن قولهم: حسبته، بكسر السين، وأحسبه، بفتحها في المستقبل نظير قولهم: علمته أعلمه؛ لأن من بابه، وهو ضده، فخرج على مثاله. وأما أحسبه، بالكسر في المستقبل، فلغة مثل: ورم يرم، وولي يلي، ومثله قليل في الكلام. وقال بعضهم: يقال: حسب يحسب، على مثال ضرب يضرب مخالفة للغة الأخرى، فمن كسر الماضي والمستقبل، فإنما أخذ الماضي من تلك اللغة، والمستقبل من هذه، فانكسر الماضي والمستقبل لذلك. ومصدره: الحسبان، بكسر الحاء، على مثال: الخيلان من خلت؛ لأنه في معناه. وأما محسَبَة ومحسِبَة، فمثل المعدِلة والمعدَلة، والمحمَدة والمحمِدة. وفي القرآن:(أَحَسِبَ النَّاسُ) بالكسر. وفيه:(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ). وأما المستقبل فإن قول الله عز وجل:(لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ): يقرأ بالفتح والكسر، والفتح أقيس، والكسر مستعمل كثير. وزعم قوم أن الكسر لغة النبي، صلى الله عليه وسلم. وإنما خاطب بها النبي صلى الله عليه وسلم، رجلاً، كانت لغته الكسر، فكلمه بلغته، فقال:"لا تحسبن أنا ذبحناها من أجلك"، فظن من سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم أنها لغته.
وأما قوله: امرأة حصان، بينة الحصانة والحصن، وقد أحصنت، وفرس حصان بين التحصن والتحصين، فإن المرأة الحصان: هي الحافظة لفرجها ونفسها، العفيفة. وقال حسان، في عائشة، رضي الله عنها:
حضان رزان ما تُزَنُّ بريبة تصبح غرثى من لحوم الغوافل