الغور منهبط في الأرض، وهو ما سفل، وهو ضد النجد؛ لأن النجد: ما علا وارتفع، ومنه قول الأعشى في النبي صلى الله عليه وسلم:
نبي يرى ما لا ترون وعدله أغار لعمري في البلاد وأنجدا
وقال آخر:
يا دار لا تستعجمي يا دار وخبري ما فعل الحضار
أشرقوا أم غربوا أم غاروا أما فرقت بينهم الأقدار؟
وقال آخر
يذهبن في نجد وغورا غائر
ولذلك قيل: غارت عينه، إذا دخلت من الهزال أو الجوع أو المرض أو غير ذلك، إلا أنه/ قد فرق في مصدريهم، فقيل في مصدر العين: الغئور، على فعول وفي مصدر الهبوط في الأرض: الغور. ومنه قولهم: غار النجم، إذا مال للغروب غيارا وغئورا. وقال أبو ذؤيب الهذلي:
هل الدهر إلا ليلة ونهارها وإلا طلوع الشمس ثم غيارها
والفاعل من الجميع غائر، ولذلك قيل غار الماء غورا، إذا غاض أو غيض قال الله عز وجل:(أَرَأَيْتُمْ إنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا) أي غائراً، إلا أن المصدر قد يوضع في موضع الفاعل والمفعول جميعا، ومنه قولهم: غورنا في بطن الوادي أي نزلنا في غوره، أي بطنه.
وأما ذوات الياء منها فمعناها تغيير الشيء عما هو عليه، أو إنكار حاله، ولذلك قيل لكل ما خالف شيئا:"غير" فمعنى غرت على أهلي، أي حذرت عليهم من سواء، فجاء