بناؤه على فعلت، بكسر الثاني، مثل حذرت ونحوه. ومستقبله: يفعل، بفتح الثاني، مثل يحذر، وقال الراجز:
يا رب شيخ من بني فزاره يرمي سواد الليل بالحجارة
يغار أن يعتلج البكاره
وعدي بعلى، كما يعدى حذرت بعلى فيقال: حذرت عليه، وخص مصدره بالغيرة، والفعلة من كل فعل بناء المرة الواحدة، وقد يقال أيضا فيه: الغار، على وزن فعل بفتح العين، وقال الهذلي:
ضرائر حرمي تفاحش غارها
وأما قوله: غار الرجل أهله، يغيرهم غيارا وغيرا وغيرا، إذا مارهم، فهو أيضا من تغيير الشيء؛ لأنه يأتيهم/ بغير ما عندهم من الميرة، ويغير بذلك من أحوالهم، وجعل على بناء مار يمير؛ لأنه في معناه، وجعل مصدره: الغيار والغير، فرقا بينه وبين مصدر الغيرة على الأهل، وعدي الفعل بنفسه، مثل تعدية مارهم، وجعلت الغيرة اسما له، كالميرة؛ لاتفاقهما في المعنى، وغير الدهر، بكسر الأول وفتح الثاني من هذا، ولكن بني على فعل؛ لأنه جمع، بمنزلة كسرة وكسر.
وأما أغار على العدو، فإنه منقول بالألف من قولهم: غار أهله، أي مارهم؛ لأنه أخذ غيرة قوم، أو غيرة عدوه التي غارها نفسه وأهله، ونحو ذلك، فجعلها لنفسه غيرة. ومصدره: الإغارة، بالألف على أصل القياس في المعتل، وعدي بعلى؛ لأنه بمعنى هجم عليهم، وعدا عليهم وكر عليهم وشن عليهم الغارة. فأما قولهم: الغارة؛ فاسم للوقعة والحرب التي يغار فيها، وليست بمصدر، ولكنه بمنزلة الطاعة من الإطاعة، ومثل الجابة من الإجابة.