أحد من النحويين ولا اللغويين. وأما من حذف الهمزة من الأم كما تحذف ألفات الوصل فهو مخطئ، وإنما جاء في الشعر للضرورة، كقول امرئ القيس:
ويل أمها في هواء الجو طالبة ولا كهذا في الأرض مطلوب
واستعملوا "ويل أمه" في الكلام محذوفا؛ لكثرته في الكلام، ولا يجوز أن تكون فاء الفعل وعينه حرفا واحدا في شيء من كلام العرب، إلا أن يفصل بينهما فاصل، مثل: كوكب، وقبقب، فأما "ببة" فلقب كأنها حكاية. وزعم "الخليل" أن "دداً" حكاية لصوت اللعب واللهو. وإنما ذكر "الخليل" الأم في باب اللفيف من كتاب الميم، وحقها أن تكون في كتاب الهاء في المعتل؛ لأن المعتل عنده ما كان فيه حرفان صحيحان والثالث منه حرف علة، واللفيف عنده ما كان حرف واحد صحيح، وحرفان منه حرفا علة، فبين أنه إنما وضع الأم في اللفيف؛ لأن لفظها اللفيف؛ إذ لم يكن فيها من الحروف الصحاح، إلا الميم؛ فأما الهمزة فإنها عنده من حروف العلل، ثم بين لما صار لفظها: أم، فقال: تأسيسها من حرفين صحيحين، يعني الميم والهاء، وبين أن الهاء في الأمهات أصلية، فإنها قد حذفت من الواحدة، ثم بين تصريفها بقول العرب: /تأمهت أما. وبقوله: إن تصريفها وتفسيرها في جميع الوجوه: أمه يأمه أمها، فأثبت الهاء في الوجوه كلها. وقد قرأت القراء: (وادكر بعد أمْهٍ" بإثبات الهاء، وفسره المفسرون، وأهل اللغة، فقالوا: هو النسيان. وروينا من وجوه أن أبي زيد الأنصاري أنه قال: الأَمَه جدري الجمل، يقال: قد أمه يأمه أمها، فإن توهم متوهم، لضعف قريحته أن معنى النسيان والجدري بعيد من معنى الأم، فليعليم أن الأم تنسى كل شيء، سوى حبلها وولادتها وولدها، وأن