للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كأن قذى في العين قد مرحت به وما حاجة الأخرى إلى المرحان

وقال جميل بن معمر:

رمى الله في عين بثينة بالقذى وفي الغر من أنيابها بالقوادح

يريد: عمرها الله حتى تهرم، ولم يدع عليها، كما يقول أهل اللغة. وإنما قيل: قذت عينه تقذى قذيا، فهي قاذية، إذا ألقت القذى، كما يقال: سالت تسيل سيلا، ودمعت تدمع دمعا. وقيل: قذيت تقذى قذى، فهي قذِية وقذْية، بكسر الذال وسكونها، على فعلت تفعل فعلا، فهي فعلة مثل: وجعت توجع وجعا فهي وجعة، ورمدت ترمد رمدا، فهي رمدة؛ لنه فعل غير مجاوز، بمعنى الانفعال. وقيل: أقذيتها فأنا مقذ، إذا ألقيت فيها ما تقذى به، وتتأذى، بألف لنقل الفعل منها إليك. وقيل: قذيها، بالتشديد تقذية، فأنا مقذ، بالتشديد، على مثال نظفتها وسكنتها. وكان حق المصدر أن يكون على التفعيل في المشدد، مثل: التنظيف والتسكين، ولكن كره ذلك؛ لاجتماع الياء بعد كسرة، فحذفت منه ياء واحدة تخفيفا، وعوض منها علامة التأنيث فقيل: تقذية، وكذلك يفعل في كل فعل معتل الآخر، فأصل هذا الفعل من لفظ واحد، ومعنى واحد، والأمثلة والمصادر مختلفة، لما دخلها من الفروق، واختلاف المعاني. وإنما قيل: قذية، بسكون الذال كراهية ثقل الكسرة فيها مع الياء التي بعدها، كما قيل: كبد وعضد، وكما قيل: قد ضجر/ وقد عصر قال الشاعر:

وإن تلقه يضجر كما ضجر بارك من الأدم دبرت صفحتاه وكاهله

وقال الراجز:

لو عصر منه المسك والبان انعصر

وجمع القذى: الأقذاء، وواحدته: قذاة. وقد يستعار ذلك في الماء والشراب إذا كان كدرا، أو كان فيه شيء فيقال له: القذى، كما قال الأعشى:

<<  <   >  >>