وأما قوله: خزي الرجل [يخزى] خزيا من الهوان، وخزي يخزى خزاية من الاستحياء، ورجل خزيان، وامرأة خزيى، فإن الخزي هو الإفاقة على السوء والقبح والمكروه، بكسر الخاء، كما قال الله عز وجل:(إنَّ الخِزْيَ اليَوْمَ والسُّوءَ عَلَى الكَافِرِينَ) وفعله على فعل يفعل، بكسر الماضي وفتح المستقبل، وإذا استحيا الرجل من سوء أو قبيح فعله، أوفعل به، قيل أيضا فيه: قد خزي يخزى لأنهما في معنى واحد، ولكن فرق بين المصدرين، فقيل في الاستحياء: الخزاية على فعالة، بالفتح، يقال: ما يأنف ولا يخزى، ورجل خزيان، أي مستحي من قبيح وسوء، وامرأة خزيى، والجميع: الخزايا، وقد أقمته على خزية بوزن فعلة، مفتوح الأول، وعلى مخزاة، على مفعلة، إذا وبخته، وبينت له سوء فعله.
وأما قوله: طلقت المرأة وطلقت طلاقا، وقط طلقت/طلقا، عند الولادة، وطلق وجه الرجل طلاقة، وقد طلق يده بخير، وأطلقها. ويروى هذا البيت:
أطلق يديك تنفعاك يا رجل
ورجل طلق الوجه، وطليق الوجه، ويوم طلق وليلة طلقة، إذا لم يكن فيها قر ولا شيء يؤذي؛ فإن معنى هذا كله من السهولة والانحلال والاسترسال في كل شيء تطلقه، من جبس أو من يدك، أو تحله من وثاق، فيتصرف كيف شاء، أو تحلله بعد تحريمه، أو تبيحه بعد المنع، فتقول: أطلقته لك، فهو طلق وطليق، ومنه سمي الأسير إذا أطلق: طليقا، ولكن قد فرق بين الأمثلة والمصادر منه، لما قد دخل في كل واحد منها من المعاني المختلفة، على ما نحن مبينوه، فقيل في المرأة المطلقة: طلقت بفتح اللام، وطلقت، وهي تطلق، بالضم فيهما طلاقا، وهي طالق، إذا كان طلاقها قد وقع، وطالقة فيما تستقبل، كما قال الأعشى:
أيا جارتي بيني فإنك طالقه كذاك أمور الناس غاد وطارقة