به، ويُشمَّت صاحبه/ وسمي عطاساً على أبنية الأدواء، كالزكام والصداع، ونحو ذلك. فأما مصدره فالعطس والمرة الواحدة العطسة، وفاعله العاطس. وإنما ذكره؛ لأن العامة تقول: عطُس وعطِس، بضم الطاء وبكسرها، ويفتحون المستقبل، وهو خطأ. ويقولون أيضاً في مصدره: العطس، بفتح الطاء، وذلك خطأ.
وأما قوله: نطح الكبش، ونبح الكلب، وجف الثوب، فمعانيها مكشوفة واضحة. والنطح بالقرنين أو بالرأسين، ويخص بذلك الكباش، لأنها مولعة به، حتى إن الأقران في الحروب تشبه بها، فيقال: تناطحوا وانتطحوا، ونطح فلان قرنه فصرعه، وقال الراجز:
الليل داج والكباش تنتطح فمن نجا برأسه فقد ربح
والنطاح والمناطحة والتناطح، مصادر أفعال المتناطحين. والنطح مصدر فعل الناطح والنطيح المنطوح. فأما النباح، فأصوات الكلاب خاصة على وزن فعال، بمنزلة الثغاء والرغاء والدعاء وما أشبه ذلك، والمصدر منه النبح والنبيح، وقد يشبه صوت الرجل الكثير الخصومة والصياح بالنباح، فيقال: إنه لينبح، وكان أبو عمر الجرمي، يلقب النباح، لكثرة مناظرته في النحو وصياحه. وأما الجفاف فاليبس، يقال: جف الثوب الرطب، والعود، وكل رطب، إذا يبس، وهو مشهور معروف. وإنما ذكره، لأن العامة تقول في مستقبله يجف، بفتح الجيم، وهوخطأ؛ لأن فاعله جاف، وماضيه جف، ومصدره الجفاف والجفوف. والعامة تقول بفتح المستقبل أيضاً في ينطح وينبح، وليس ذلك فيهما بخطأ؛ لأن الحاء من حروف الحلق، ولكن كسرهما أكثر في كلام الفصحاء/ وهو الأصل كما فسرنا.
وأما قوله: نكل عن الشيء؛ فمعناه نكص عنه، وجبن منه وهابه، مثل نكول الخصم عن اليمين لخصمه، وهرب القرن في الحرب عن قرنه، وأنشد في مثل ذلك سيبويه: